الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أخطاء الأزواج بعد العقد وقبل الزفاف

السؤال

باختصار أنا في مشكلة لا أعرف لها حلا، أرجو أن تفيدوني.
كنت مخطوبة لشاب يعمل بالخارج وكانت العلاقة بينا لا تتعدى حدود الخطوبة، وكنت أحس أنه يحترمني لأقصى حد. الحمد لله تم عقد قراني عليه منذ فترة بعد نزوله إجازة.
بعد عقد القران حاول أن يقبلني في إحدى المناطق العامة، نعم لا يرانا أحد، لكني كنت خائفة أحس بالخوف، وبدأ يتغير الحوار بينا، اعترف لي أنه يقوم بالعادة السرية لم أكن أعرف معناها، كما اعترف أنه أقام علاقة جنسية مع خطيبته السابقة عن طريق التليفون لا أعلم إذا كان من الممكن أن يكون هناك علاقة بين رجل وامرأة عن طريق التليفون أم لا، لكني أحس أن اعترافه ليجعلني أغار عليه وأعمل معه ما يرضيه حتى لا يحس أنه ينقصه شيء. عرض علي أكثر من مرة وبإلحاح الذهاب معه إلى أحد الفنادق، وعدني عدم المساس بعذريتي رفضت وبشدة وأحسست بالإهانة في طلبه، وهو على وشك العودة لعمله بالخارج قبل الدخول بي أمام الأهل لأن موعد الدخلة مؤجل نسيبا لا أعرف كيف أتصرف معه بالنسبة لطبه للاختلاء بي في أحد الفنادق دون المساس بعذريتي، ولا أعرف كيف أتصرف معه بالنسبة لموضوع العادة السرية، ولا أعرف إذا كان إقامة علاقة جنسية مع أخرى عن طريق التليفون خطأ لا يمكنني تجاوزه ومسامحته، خاصة أنه لم يعترف به قبل عقد القران مع العلم أنه لو يوجد حل أريد أن أكسب فيه ثوابا وعلى استعداد لمسامحته عن أي خطأ قبلي. أرجوكم أفيدوني لأني في بحر من الحيرة.
وجزاكم الله عني وعنه خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأ هذا الشاب حين أخبرك بعلاقته السابقة بخطيبته، فلا يجوز للرجل أو المرأة أن يخبر أحدهما الآخر بما وقع فيه من خطأ، فإن الواجب على المسلم إذا وقع في إثم أن يستر على نفسه ولا يفضحها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.

وعلى أية حال فإنه إذا تاب من جميع ذلك فليس لك أن تؤاخذيه به.

أما عن العادة السرية، فهي عادة سيئة منكرة لها آثارها السلبية على فاعلها في دينه ونفسيته وصحته، ولمعرفة المزيد عن حكمها وكيفية التخلص منها تراجع الفتوى رقم: 7170.

وأما تقبيله لك في مكان عام، فهو مما يتنافى مع الحياء والمروءة.

وأما طلبه منك الذهاب لأحد الفنادق للخلوة بك، فلا ينبغي له أن يدعوك إلى ذلك، فإنه وإن كان الرجل بمجرد العقد الصحيح على المرأة يكون له حق الاستمتاع بها، وهي زوجته، ولكن جرى العرف أنه لا يسمح له بمعاشرتها حتى تزف إليه، فينبغي احترام هذا العرف.

وينبغي لكم تعجيل الدخول وعدم تأخيره، فإن فيه الصيانة عن الحرام، والوقاية من الفتن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني