الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أخبر عما حدثته به نفس من نذر هل يكونُ ناذراً

السؤال

كنت أعاني من وسواس في جميع العبادات، وفي إحدى المرات جاء في بالي صيغة النذر كاملة بصوم الدهر كله ثم أخبرت والدتي بذلك، وعند إجابتي لأسئلتها نطقت بصيغة النذر وهى نذرا لله علي أن أصوم الدهر كله و كان ذلك بنية أن أخبرها بمشكلتي، ثم قرأت فتوى لكم تقول إن من تلفظ بالنذر قد انعقد نذره ولو لم ينو ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 11044، أن المعتبر في النذر هو التلفظ به، ولا ينعقد النذر بحديث النفس، وأما إخبارك لأمك بما دار في نفسك فليس هو نذراً لأنك لم ترد به إنشاء النذر، وإنما أردت إخبارها عما حدثت به نفسك ، وهذا لا ينعقد به النذر، وأما ما ذكرناه من أن التلفظ بالنذر لا يُشترط له النية كما في الفتوى رقم: 34075. فمرادنا به من أنشأ النذر ولو هازلا ابتداءً/ فإنه لو قال: لم أنو النذرَ، فلا اعتبار بقوله، وأما من أخبر عما حدثته به نفسه فلا يكونُ ناذراً، كما لو أخبرَ بما حدثته به نفسه من الوساوس في ذات الله عز وجل، وإن تضمنت كفراً فلا يكون بإخباره بها كافراً.

وأما إذا كنت أردت إنشاء النذر فإنه يلزمك الوفاء، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 40417، فراجعها.

وأما الوساوس فقد بينا في فتاوى كثيرة أن الذي ينبغي على العاقل أن يُعرض عن جميع الوساوس، وألا يُلتفت إليها لئلا تُفسد عليه أمر دينه ودنياه. وانظر الفتوى رقم: 112217 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني