الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل جواز عمل المرأة

السؤال

ممتنة جداً لردكم الكريم عن رسالتي جعله الله في ميزان حسناتكم يوم القيامة.. فضيلتكم أقول أني بعد أن حصلت على الإجازة في الشريعة الإسلامية قمت بدراسة الإعلاميات وبعدها عملت في شركة منذ 5 سنوات إلى الآن، لي أخ وأخت والحمد لله ملتزمان بشرع الله تعالى، طلب مني أخي غير ما مرة أن أترك هذا العمل وأجلس في البيت، ولأنني البنت الوحيدة التي لا زالت في البيت مع أبويها، فإنني قررت البقاء في العمل ريثما أرزق بزوج صالح، خصوصا وأن العمل الذي أعمل به محترم جداً لا يضايقني فيه أحد، كما أني أمارس فيه واجباتي الدينية كما ينبغي بعلم رب العمل وبرضاه، وشيء آخر والدي يتعامل مع البنك الربوي وأنا أخشى من النفقة التي ينفقها علينا أن تكون من حرام، فأقول أن الكسب الذي أكسبه من هذا العمل هو حلال لا يخالطه حرام.. الأمر الذي أريد السؤال عنه الآن هو أنني قمت باجتياز مباراة للعمل بالوظيفة العمومية، ولله الحمد والمنة اجتزت الامتحان الكتابي والشفوي بنجاح وأنتظر الآن فقط أن أتوصل بمكان التعيين -أنتم تعلمون أن الحصول على وظيفة في المغرب هو حلم بالنسبة لكل مغربي، والموفق في ذلك يعتبر جد محظوظ- ما أريد السؤال عنه الآن هو قول الشرع في حالتي هذه، فهل أتوكل على الله وأشكره على النعمة التي وهبني إياها أم أنه علي القعود في البيت، والتخلي عن العمل وأبقى في ظل نفقة والدي علي، محتاجة جداً إلى مساعدتكم لأن التعيين سيكون خلال الأيام القادمة إن شاء الله مع العلم بأني لن أعمل بهذه الوظيفة إلا إذا كان التعيين بالمدينة التي يعيش بها والداي؟ في انتظار جواب فضيلتكم أسأل الله أن يجزيكم عني خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجوز للمرأة أن تخرج للعمل بشرط أن يكون هذا العمل مباحاً وموافقاً لطبيعة المرأة، وألا يشتمل على خلوة بالرجال أو اختلاط محرم، أو سفر محرم... فإذا كان هذا العمل الجديد لا يشتمل على مخالفات شرعية، وحيث ذكرت أن والدك يتعامل مع البنوك الربوية، فننصحك بقبول هذا العمل، إلى أن يرزقك الله بالزوج الصالح الذي يكفيك مؤنتك من حلال، وإذا طلب منك زوجك القعود في البيت فيلزمك حينئذ طاعته، إلا أن تشترطي عليه في العقد أن تستمري في العمل.

وننبه السائلة إلى ضرورة نصح أبيها بتجنب المعاملات الربوية على أن يكون ذلك بالحكمة مع الاجتهاد في بره وطاعته في المعروف، ولمعرفة حكم الأكل من مال من يتعامل بالربا يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 6880.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني