الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزواج بمجرد قراءة الفاتحة بلا ولي ولا شهود

السؤال

أنا فتاة تونسية، عمري 24 سنة، تعرفت على رجل مطلق يزيد علي بـ 34 سنة، وله 3 أبناء، 2 منهم يفوقونني سنا و الثالث في عهدة أمه.
أحببنا بعضنا، فتزوجنا سرا لوحدنا و قرأنا الفاتحة بعد صلاة العشاء، و أعلمنا بذلك كل أصدقائنا وابنيه.
عشت معه كزوجته مدة تفوق السنة، وأنفق علي بدون بخل، حيث إنه يحرم نفسه من الحاجيات ليؤمن لي الكماليات.
وكان رجلا بأتم معنى الكلمة في كل المجالات، الدين، الثقافة والواجبات الزوجية، حيث كنت أشعر بالسعادة معه، حتى كنت أقول إنه أفضل بكثير من أي شاب، وهذا ما قد أكرره طوال حياتي.
مشكلتي الوحيدة هي أنه في عمر أبي وأنا خائفة مما سيقوله الناس عني، مع العلم أنّ أبي تقابل معه دون علمه بزواجنا فأعجب بالرجل.
أعانني وكان السبب الأساسي لكي أتحصل على شغل مرموق وهو مضيفة في إحدى الخطوط الجوية بالخليج.
سافرت ورأيت الدنيا، فأحسست أنني لا أعد أحبه، و تعرفت على رجال آخرين.
فصارحته بذلك قائلة أنني فهمت أنه لن يكون الرجل الذي أتمناه لكي أعيش معه طول حياتي وهو الآن لا يملأ عيني.
فقال لي إن أردت الطلاق فهذا هو الخلع، وطلب مني أن أرجع له كل ما أنفقه علي، وخاصة الذي أنفقه لكي أصبح مضيفة.
أنا لا أشعر الآن أنني متزوجة به خاصة و أنني بعيدة عنه، هو في تونس و أنا في قطر.
علما أني تاركة الصلاة وهو يريدني أن أصلي لأحس بذنبي نحوه.
أنا أعرف أنني مذنبة في ترك الصلاة، وإن شاء الله يعطيني القوة الكافية للرجوع إلى الصلاة.
هل أنا مذنبة في حق هذا الرجل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الرجل لا علاقة بينك وبينه شرعا، وما فعلتما ليس عقد نكاح شرعي، فعقد النكاح الشرعي لا بد فيه من حضور ولي المرأة أو وكيله وشهادة الشهود، وأما مجرد قراءة الفاتحة أو غيرها بين الرجل والمرأة دون توفر أركان النكاح وشروطه فليس عقد نكاح صحيح.

لكن ما دمتما تعتقدان حله فلا بد لفسخه من طلاق أو حكم حاكم، وتلزم منه العدة ولحوق النسب إن كان حصل منه ولد، قال الرحيباني الحنبلي في مطالب أولي النهى : وإن لم يدخل بها في عقد متعة وفيما حكمنا به أنه كمتعة كالتزويج بلا ولي ولا شهود وجب على الزوج أن يطلق فإن لم يطلق فسخ الحاكم النكاح وفرق بينهما لأنه نكاح مختلف فيه ، وبناء عليه فيجب عليكما أن تتوبا إلى الله توبة نصوحا فيما وقعتما فيه، وتكفا عن بعض فعلاقتكما غير مشروعة ولا يجوز الاستمرار عليها، وأما ترك الصلاة والتهاون بها فهو من أعظم الذنوب، بل قد يصل بالمرء إلى الكفر والعياذ بالله، فبادري بالتوبة النصوح والإقبال على الله عز وجل بأداء الصلوات والمحافظة عليها، فقسوة القلب والانقياد للشيطان إنما هو بسبب تفريطك في الصلاة، فهي التي تقوى الإيمان وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي عماد الدين من حفظها فقد حفظ الدين، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

ولمعرفة حكم عمل المرأة مضيفة في الطائرة انظري الفتويين رقم: 6693، 97034.

وللفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 22652، 6061، 5962.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني