الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذر ألا يمر من الأماكن التي تنتشر فيها الزانيات

السؤال

نظرا لانتشار بائعات الهوى في بعض الطرق وتأجيرهم لبعض البيوت فقد نذرت لله وحرصا على العفة أن لا أمر بالشوارع المعروف أن بها بيوت هؤلاء الزانيات، أريد أن أعرف هل هذا النذر صحيح وهل يجب الالتزام به وإذا مررت نهارا وأنا راكب لسيارة ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يظهر أن عدم المرور من هذه الطرق مع وجود هذه الموبقات بها مما يُتقرب به إلى الله، فإن اجتناب مواطن الريب وأماكن الفتن أمر مطلوب شرعا؛ سدا للذرائع وقطعا لوساوس النفس.

وعليه فنذر السائل الكريم نذر طاعة وتبرر، وهذا النوع من النذر يجب الوفاء به، فإن لم يستطع الناذر الوفاء وجبت عليه كفارة يمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كفارة النذر كفارة اليمين رواه مسلم.

وكفارة اليمين: عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم. فمن لم يجد شيئا من ذلك صام ثلاثة أيام.

وأما مسألة المرور بالسيارة نهارا، فالحنث بهذا الأمر في النذر، يكون باعتبار نية الناذر نفسه عندما نذر، فإن كان قد نوى عدم المرور مطلقا من هذه الطرق فإنه يحنث بهذا المرور فيه.

وإن كان نوى عدم المرور في أوقات وأحوال معينة فلا يحنث بالمرور في غيرها من الأوقات والأحوال. والظاهر هو الثاني لأن ترك المرور بهذه الطرق غير مقصود لذاته، وإنما لتجنب الفتن وتحصيل عفة النفس والخاطر.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني