الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوبة من تخون زوجها وتتفق مع غيره ليتزوجها

السؤال

ما عقاب الزوجة التي تخون زوجها، وتتفق مع رجل آخر على الزواج وهي على ذمة زوجها، ولم يكشف أمرها في الدنيا. المقصود بالعقاب أي عقاب يوم القيامة أو عذاب القبر؟ الرجاء الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فخيانة المرأة لزوجها من الفسق العظيم؛ لاعتدائها على حقه في صون عرضه وفراشه، وتفريطها في جنب الله بتجاوز حدوده، وقد قال: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ {النساء:14} وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخبيب المرأة على زوجها والسعي بينهما لإفساد علاقتهما فقال: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. أخرجه أحمد. كما حذر المرأة من طلب الطلاق دون بأس فقال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن.

هذا فيمن سألت زوجها الطلاق دون بأس، فكيف بمن تخونه وتتفق مع غيره ليتزوجها وهي لا تزال على ذمته. إن إثمها عظيم، ووزرها كبير، وتستحق سخط ربها ومقته، ما لم يتداركها برحمته فتتوب من ذنبها.

فمعصيتها من أعظم المعاصي لحق الله وحق الزوج، لكن لم نقف على تحديد عقوبة معينة لذلك الذنب، وإنما هو من جملة المعاصي والذنوب العظيمة، وإن كان يدخل في كفران العشير الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أعظم الأسباب التي جعلت النساء هن أكثر أهل النار في قوله: يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير. متفق عليه. وكفران العشير هو غمط نعمة الزوج وكفران جميله، ولا شك أن خيانته من أعظم ذلك الكفران.

وللمزيد انظر الفتوى رقم: 7895.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني