الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موازنة الزوج بين واجباته كزوج وكأب

السؤال

لدي 4 أطفال أكبرهم بالصف الثالث الابتدائي، مغتربة عن أهلي بدولة الكويت، دوام زوجي طويل، لكن لديه 3ساعات فترة الظهر للغداء، يذهب بهذه الفترة إلى ممارسة رياضة الحديد، وصارت هوسه هذه اللعبة يوميا بشكل غير منقطع، وعندما يأتي مساء يكون الأطفال قد ناموا، وهو مرهق طبعا يتعشى وينام، الوضع الاقتصادي تحت الوسط، لا يوجد خادمة، وأمه كل سنة تأتي زيارة لنا أشهر معدودة، هل تجوز الرياضة التي يمارسها وكل أعباء التدريس والتنظيف والطبخ وحل مشاكل الأطفال علي كله، وضغط الدم عندي يرتفع، ولم أتجاوز الـ 30عاما. ما رد ديننا الحنيف على هذا الوضع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتربية الأولاد مسئولية مشتركة بين الوالدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. متفق عليه.

فإذا كان من حق زوجك أن يمارس الرياضة، فإن عليه أن يوازن بين الواجبات التي عليه كزوج وأب، ويعطي كل ذي حق حقه، ففي الحديث الذي رواه البخاري: قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء: إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك فقال له: صدق سلمان.

ولا شكَّ أن تربية الأولاد تحتاج من الأب أن يفرّغ لهم شيئاً من وقته، ليقترب منهم ويتفقد أخلاقهم وطباعهم، ويعلمهم ويؤدبهم، فغياب الأب عن أولاده يحرمهم من خير كثير.

قال الشاعر:

إن اليتيم هو الذي تلقى له أُمَّاً تخلت أو أباً مشغولا

أما ما يتعلق بأعباء البيت من الطبخ والتنظيف ونحوه، فالزوجة تقوم بذلك بالمعروف، وهو من حسن عشرتها لزوجها، وانظري الفتوى رقم: 14896.

فعليك أن تناصحي زوجك برفق وتذكريه بحق بيته وأولاده عليه، وأن تربية أولاده وإعانة زوجته على ذلك، مما ينفعه في دينه ودنياه.

ونوصي السائلة بالصبر واحتساب الأجر فيما تبذله من جهد، وأن تحرص على أن يكون ذلك ابتغاء وجه الله، فإن الإحسان إلى الزوج ورعاية الأولاد من أعظم ما تتقرب به المرأة إلى الله، وأبشري خيراً فلن يضيع جهدك، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني