الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع النصراني إذا دخل إلى منتدى ديني

السؤال

أنا مشتركة في أحد المنتديات وهو ليس إسلاميا بحتا، وأنا كنت مشرفة على القسم الديني فيه إلى أن جاء يوم اشترك فيه عضو نصراني فتضايقت من وجوده معنا جدا، وقلت إنني لا أتواجد معه في منتدى واحد لأني أعرف أن أي نصراني أو يهودي بعد مجيء محمد صلى الله عليه وسلم لم يؤمن به فهو كافر وأتيت بفتاوى عدة للقسم الديني عن ذلك، ولاقيت هجوما شديدا من أعضاء المنتدى لأسلوبي هذا، وأنا مؤمنة جدا أنه كافر، ومن الفتاوى التي أتيت بها أن من لا يؤمن بأنهم كفار هو نفسه يصبح كافرا لأنه لم يصدق الله تعالى فيما أخبر به من كفرهم، وسؤالي هو رغم تسليمي بكفره إلا أنني قد تحدثت معه بطريقة شديدة الجفاف وبأسلوب حاد وأخبرته أنه كافر بالفتوى وبالدليل الذي نشرته، فهل أنا بأسلوب كلامي هذا أكون قد أذنبت لأنني من الممكن أن أكون قد تسببت في الإساءة إلى الإسلام، و أنا أعرف أن هناك من هو متخصص للرد على شبهاتهم ولكنني أتيت بفتاوى وآيات قرآنية، أم أنه لكونه كافرا لا يهم إن كان الحديث معه بأسلوب جاف أم لا؟
باختصار هو كافر وتحدثت معه بأسلوب شديد وقلت له ارحل من هذا المنتدى فهل أنا بذلك أكون قد أوقعت نفسي في ذنوب، أنا محتارة من فضلكم أنتظر الرد ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر من سؤالك أن لديك حمية إسلامية وغيرة صادقة على دينك، وهذا من علامات الإيمان الكامل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان. رواه أبو داود، وانظري الفتوى رقم: 14945.

وما ذكرته من أن كل من لم يكن على ملة الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر بالله العظيم، وإن مات على ذلك فإن مصيره نار جهنم خالدا مخلدا فيها ولو كان من اليهود والنصارى، فهذا كلام صحيح، وقد سبق لنا تقرير ذلك في الفتوى رقم: 19055، والفتوى رقم: 5750.

واعلمي رحمك الله أنه يحرم على المسلمين مودة الكفار ومحبتهم وموالاتهم والرضا بما هم عليه حتى ولو لم يكونوا محاربين لأهل الإسلام، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 32852، والفتوى رقم: 68016.

والكفار ليسوا على درجة واحدة فمنهم المسالم الذي يرجى إسلامه، ومثل هذا ينبغي التلطف معه في الخطاب رجاء هدايته وتأليفا لقلبه، وانظري الفتوى رقم: 9896.

وكان عليك أن لا تتسرعي في طرد ذلك النصراني من المنتدى، فربما كان وجوده ضمن كوكبة من شباب المسلمين هم أعضاء المنتدى سببا في هدايته وتحويله إلى الإسلام حيث إن بعض النصارى ربما لا يتمكن من مشافهة أهل الخير من المسلمين بما يعتريه من شكوك في دينه فكان فضاء الإنترنت ملاذا لهؤلاء.

وإذا ظهر منه بعد انضمامه إلى منتداكم الاعوجاج وبث الشبهات أو الإساءة للمسلمين ودينهم فيمكنك حينئذ إلغاء عضويته وحذف مشاركاته وهذا ما يتيحه لك كونك مشرفة إدارية.

هذا وإننا ننصحك باجتناب الدخول في حوارات مع الرجال الأجانب في غرف المحادثة الخاصة، ولو كان ذلك بنية الدعوة إلى فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 79549، 65905 .

كما ننبهك إلى أن بعض المنتديات غير الإسلامية والتي تقدم الموسيقى والخنا والأفلام الماجنة وغير ذلك تضيف أحيانا قسما دينيا ضمن أقسامها، ولا غرض لها في الدين أو العفة وإنما هو التجمل وتحسين الصورة لترويج بضاعتها على البسطاء والأغرار، فنربأ بك أن تكوني مطية لأصحاب الشهوات الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.

وفقك الله للخير ونفع بك .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني