الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تأخير الإنجاب حتى تنقص امرأته وزنها

السؤال

هل يحق للزوج تعمد تأخر الحمل شريطة أن تفعل الزوجة ما يريده حتى لو كان السبب تنزيل الوزن عشرات الكيلو جرامات. تعرفت إلى زوجي من 4 سنوات، وكان يلمح لي برغبته في الارتباط من زوجة فاضلة، شريطة أن يكون وزنها وشكلها رشيقا بالنسبة له، ويجب أن يكون تنفيذ هذا الطلب نابعا منها وبإرادتها، ووعدته بذلك وقبل الزواج نفذت الوعد، وأنت تعلم بعد الزواج يزيد الوزن بعض الكيلو جرامات، وليس لدرجة الزيادة المفرطة، وبدأ يطلب مني التخفيف وإنقاص الوزن وإلي الآن على قرابة السنتين في محاولات، ولكن لأني أعاني من خمول في الغدة الدرقية مما يؤثر على الوزن في إنقاصة بصعوبة، ويتعمد في المعاشرة الزوجية أن لا تتم بالشكل الذي كما أمر الله تعالى، فأنا لا أتناول أي موانع حمل أو واقي مما أدى هذا الاسلوب إلى تعرضي لبعض الالتهابات المهبلية، وهو يعلم بالموضوع... أصبحت حياتي محصورة بين اختيارين: أما أن أخسر من وزني أو لا إنجاب، إلا عندما هو يحكم ويرى إذا كان الوزن يسمح بالحمل أو لا، والآن حياتي مليئة بالمشاكل وركود في العاطفة، بالإضافة إلى ذلك أنه يعمل في مكان يبعد عني لمدة 5 أيام أسبوعيا، وأتلاقى معه يومين فقط؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان منك من علاقة بزوجك قبل الزواج أمر غير جائز، ويجب عليك أن تحدثي له توبة، وتذكري دائماً أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وأنه لا يستبعد أن يكون هذا الذي بينك وبين زوجك الآن من ذهاب الود وغلبة الجفاء والتشاحن، إنما هو بسبب فعل بعض المعاصي أو التفريط في بعض الطاعات والواجبات. فراجعي رحمك الله علاقتك بربك، قال بعض السلف: إن الصالحين إذا فقدوا آمالهم تفقدوا أعمالهم.

أما تأخير الزوج للإنجاب حتى ينقص وزنك، فهذا لا يجوز وهو من الظلم؛ لأن الإنجاب حق مشترك بين الزوجين، لا يجوز لأحدهما أن يمنع منه الآخر، قال ابن قدامة في المغني: ولأن لها (الزوجة) في الولد حقاً، وعليها في العزل ضرر فلم يجز إلا بإذنها. انتهى.. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 118433.

وكذا ما يكون منه أثناء المعاشرة مما ذكرت أنه يلحق بك الضرر لا يجوز أيضاً؛ لأنه لا ضرر ولا ضرار، كما قضى بذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء في الكافي في فقه الإمام أحمد: وله الاستمتاع في كل وقت من غير إضرار بها. انتهى.

وإنا لننصحك بأن تطالبي زوجك بالعدل والإحسان، وأن يوفيك حقوقك، كما تقتضيها المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها، وذكريه أن بينك وبينه عهد الله وميثاقه الغليظ، وقد شدد الرسول صلى الله عليه وسلم وحرج حق المرأة، حيث قال: اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة. رواه ابن ماجه وأحمد.. على أن يكون هذا برفق ولي وفي جو من المودة والتآلف، مع الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله أن يصلح الله لكم الحال والبال، وأن يصرف عنكم همزات الشياطين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني