الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأولى أن يدخر المال ليتزوج أم ليعتمر

السؤال

في الحقيقة قبل أن أشتغل كنت أقول لو اشتغلت النقود التي سآخدها سأتصدق منها، وأكفل يتيما، وأستخدمها في الخير.
لكن لقيت أن معظم نقودي ذهبت للأكل والشرب الذي آخذه لنفسي.
هل أوفرلأتزوج؟ أو أوفر لكي لا أكون مبذرا ؟ أو أوفر للذهاب للعمرة ؟
ما رأيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أن ما قلت أنك ستفعله بالفلوس إذا اشتغلت، إنما هو وعد وليس نذرا، لأن النذر التزام، وليس فيما ذكرته التزام، وبالتالي فإن بإمكانك أن تفعل بفلوسك ما تراه من المصلحة.

واعلم وفقك الله أن إنفاقك على نفسك في حاجاتها الأساسية من مطعم ومشرب هو صدقة منك عليها، فإن فضل شيء عن كفايتك شرعت لك الصدقة به على الأولى فالأولى، ففي صحيح مسلم من حديث جابر-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك، فإن فضل شيء عن ذي قرابتك فهكذا وهكذا.

وبه تعلم أنه لا حرج عليك في الإنفاق على نفسك في مطعم ومشرب، ما لم يخرج ذلك بك إلى حد الإسراف لقوله تعالى: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ. {الأعراف:31}.

واعلم أنه لا يجب عليك أن تدخر المال لعمل عمرة، لأن تحصيل شرط الوجوب -وهو الاستطاعة- غير واجب، وإن كان للعمرة فضل عظيم وأثر في تحصيل البركة والسعة في الرزق, والذي ننصحك به إن كنت محتاجا إلى الزواج أن تبادر بتحصيل أسبابه, إذ الزواج فضلا عن كونه قربة من القربات ففيه صيانة للنفس، وكف لها عن المحظور، وسد لباب الفتنة, فهو أولى ما ادخرت المال لأجله وبخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه أسباب الفتنة والفساد, وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني