الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا انسان كثير الوسوسة وأنا الآن في شهر رمضان وأعلم أنه لابد أن يكون الصائم ناويا الصيام من قبل طلوع الفجر وأعلم أيضا أنه إذا قرر الإنسان أن يفطر وهو صائم حتى إذا لم يأكل أو يشرب يكون قد أفطر والشيطان يوسوس لي بذلك وأخاف أن يتغلب علىّ وأكون مفطرا فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإننا ننصحك بعدم الاستسلام للوساوس التي تعرض لك بشأن الصيام وغيره، ومن الأمور التي يمكنك اتباعها في العلاج ما يلي:
1/ الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها، وأن تعلم أنها من الشيطان، وأن كيده ضعيف كما قال الله تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) [النساء:76].
2/ الاعتصام بذكر الله، والالتجاء إليه، فلابد أن تتحصن بالمعوذتين (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، وآية الكرسي (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، وغير ذلك من الأذكار، كأذكار الصباح والمساء، والنوم والأكل... إلخ.
فإن المحافظة على ذكر الله تعصمك من الشيطان ووسوسته بإذن الله.
3/ استعمال الرقية الشرعية الثابتة من الكتاب والسنة، فإنها نافعة - إن شاء الله - في طرد الشيطان، فيمكنك أن ترقي نفسك، أو يرقيك أحد المشايخ المعروفين بالتقوى والصلاح، واحذر من الدجالين والسحرة، فإن الذهاب إليهم لا يجوز.
4/ عليك بالثقة بالله تعالى، والتوكل عليه حق التوكل، فإنه سبحانه عليم حكيم يبتلي من يشاء من عباده بما شاء وفق حكمة، فلا تبتئس من ذلك.
5/ وعليك أن تعلم أنك إذا صمت صوماً صحيحاً من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فأمسكت عن الطعام والشراب، وسائر المفطرات، وقد نويت ذلك قبل طلوع الفجر، فإن صومك صحيح ومقبول - إن شاء الله - ولا يؤثر عليه (طروء الوسوسة بأنك تنوي الفطر) لأنك في الحقيقة لا تنوي الفطر، ولا تعزم عليه، وإنما يحدث هذا رغماً عنك، فنرجو أن لا يؤاخذك الله عليه، ومع ذلك ينبغي أن تذكر نفسك بأنك صائم، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته.
6/ كما ننصحك بعدم الإكثار من العزلة، وخاصة في الإفطار، والسحور، فلعل مشاركتك للآخرين في ذلك تبعد عنك الوسوسة.
وراجع الفتوى رقم: 10355
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني