الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على الأولاد بغير حق لا يستجاب

السؤال

فمنذ 6 سنوات تعرفت على زميلي في العمل، وكنت في سن الزواج وتقدم لخطبتي، وبالفعل كل عائلتي باركت إلا أمي كانت تريد أن أتزوج بابن أختها ورفضت بشدة، وبالفعل تزوجت بذلك الزميل بموافقة ولي أمري و عائلتي، و تطورت الأمور حتى تم الطلاق-بدون دخول- يعني تم الإنفصال وأنا لم أذهب للعيش معه ولا أعرف الأسباب حتى الآن والكل معترفون بخطإ أمي. بصراحة عشت هذه السنوات في حلقة مغلقة ليس هناك تقدم في حياتي، اظطررت للاستقالة من العمل ومنذ ذلك العام لا عمل و لا زواج و لا شيئ .و بعد مرور كل هذه السنوات سمعت أن أمي كانت تدعو علي كي لا ييسر لي في أي شيء.وواجهتها فقالت لي: لا أذكر كنت في حالة غضب، و أنا الآن نادمة وذهبت إلى الحج ودعت معي ولكن قلت الله قد استجاب الدعاء الأول و خصوصا من الأم.و الله تلك سنوات لم أذق طعم السعادة و لا الراحة، ومازلت أتعذب فكريا و معنويا لأنسى الماضي فلم أستطع.فسؤالي هو: هل بالفعل يستجاب دعاء الأم في حالة الغضب و هي على خطأ؟أريد الجواب بلا أو بنعم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان رفض أمك للزواج من هذا الرجل بلا أسباب معتبرة سوى أنها تريدك أن تتزوجي بابن أختها رغما عنك فلا عبرة برفضها, وما كان من مخالفتك لها في الزواج به لا يعد من العقوق، ودعاؤها عليك بسبب ذلك غير جائز لمخالفته لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ... الحديث رواه مسلم عن عبادة بن الصامت.

والظاهر أنه لا يقبل ولا يستجاب إن شاء الله, لأنها ظالمة في ذلك، وقد ورد في الحديث الذي رواه مسلم وغيره: لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.

وهذا لا يتعارض مع الجزم المفهوم من قول الرسول الكريم في الحديث السابق : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده... لأن الذي يظهر والعلم عند الله أن هذا مخصوص بالولد العاق المغالي في عقوقه وبغيه.

قال في فيض القدير عند شرح هذا الحديث: ثم الظاهر أن ما ذكر في الولد مخصوص بما إذا كان الولد كافرا أو عاقا غاليا في العقوق لا يرجى بره. انتهى.

ولكن عليك بعد ذلك أن تراجعي نفسك وتحاسبيها، فقد يكون ما حدث لك من انتكاسات في هذه الفترة بسبب غير هذا من تقصير أو اقتراف إثم, فإن الذنوب لها دور عظيم في ذهاب الآمال وحلول النقم والوبال, وقد قال أحد السلف: إن الصالحين إذا فقدوا آمالهم تفقدوا أعمالهم.

وقد يكون ما حدث لك محض اختبار لك من الله ليرى صبرك على البلاء ورضاك بقضائه. نسأل الله لنا ولك التوفيق وإصلاح الحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني