الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: يتطاولون في البنيان.

السؤال

هناك حديث يتحدث عن علامات الساعة ومنها: أن رعاة الشاة والإبل يتطاولون في البنيان. فهل الأبراج والأبنية التي نراها في خليجنا العربي تتشابه مع هذه الحادثة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي حديث جبريل المعروف عندما سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الساعة وقال: أخبرني عن أمارتها. فقال صلى الله عليه وسلم: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. رواه مسلم.

قال الشيخ حمود التويجري في إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة: قوله: يتطاولون في البنيان. يعني يتبارون ويتباهون في تطويله وزخرفته، وتكثير المجالس والمرافق.

قال النووي: معناه: أن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا حتى يتباهون في البنيان. قلت: والتطاول في البنيان يكون بتكثير طبقات البيوت ورفعها إلى فوق، ويكون بتحسين البناء وتقويته وتزويقه، ويكون بتوسيع البيوت وتكثير مجالسها ومرافقها، وكل ذلك واقع في زماننا؛ حين كثرت الأموال، وبسطت الدنيا على الحفاة العراة العالة. فالله المستعان. انتهـى.

فصح أن التطاول في البنيان من أشراط الساعة، لكن ذلك لا يقتضي ذما لطول البنيان إن لم يترتب عليه طغيان، أو بطر، أو تفاخر، أو إسراف، أو إضاعة للحقوق ونحو ذلك. وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتوى رقم: 114178.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني