الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاقتراض بالربا للحصول على سكن في مثل هذه الحالة

السؤال

أنا مقيم بفرنسا، ومنذ 5سنوات أسكن في مبنى مليء بغير المسلمين ذوي أخلاق سافلة ومنعدمة جدا، لا يحترمون جيرانهم، و يقومون بالضجيج والموسيقى، والرقص إلى ساعة متأخرة، إلى حد أني لا أنهض لصلاة الصبح بسبب النوم المتأخر، و حتى مدارس الحي كلها منحطة ومن أسوأ ما يمكن إيجاده لتعليم الأبناء، إضافة إلى أني مصاب بإحباط و كآبة، وأتناول حبوبا للأعصاب من عند طبيب نفساني من جراء عدم إيجاد مسكن آخر، و قد أفقد عملي بسبب حالتي الصحية.
حلي الوحيد الآن هو الاقتراض البنكي كي أستطيع- بإذن الله- توفير مسكن في حي هادئ، وكي أعالج إحباطي، وأوفر ظروفا معيشية طيبة، القروض في فرنسا ربوية فهل في حالتي ضرورة تبيح القرض الربوي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالضرورة التي تبيح الربا هي أن يبلغ المكلف حدا إن لم يتناول الحرام هلك أو قارب على الهلاك، ويلحق بالضرورة أن لا يصل المكلف إلى الهلاك لكن يعيش في مشقة لا تحتمل عادة، وتنزيلا لهذا الحكم على حالة السائل نرى أنه لا رخصة له في الاقتراض بالفائدة، ويمكنه الانتقال من هذا المكان الذي يتضرر بالسكن فيه إلى غيره، وأولى له أن ينتقل من دار الكفر إلى دار الإسلام حفاظا على دينه وأولاده، وإذا كان لا يقدر على الهجرة من بلاد الكفر فليجتهد في المحافظة على شعائر دينه، وحفظ أولاده، ومن المحافظة على دينه أن لا يقدم على التعامل بالربا إلا في حالة الضرورة، وقد تقدم معناها. والسائل أدرى بحاله، وكل امرئ حسيب نفسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني