الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الماء المنفصل عن نجاسة لم يطهرها محكوم بنجاسته

السؤال

بعد أن أقوم بتنظيف ذكري من البول يخرج من ذكري ماء، وهذا الماء يخرج بعد 5 دقائق من انتهائي من غسل ذكري، وهذا الماء الخارج مصدره الماء الذي أغسل به ذكري. هل هذا الماء الخارج نجس أم طاهر علما أن هذه المشكلة استمرت معي فترة طويلة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تذكره من خروج ماء الاستنجاء من الذكر أمر مستبعد جدا، والظاهر أن هذا الذي يخرج منك إما ودي وإما قطرات متبقية من البول، وعلى التقديرين فالواجب عليك تطهير ثيابك من هذا الخارج النجس وإعادة الاستنجاء، ويحتمل أن تكون واهما أو موسوسا، ومن ثم فلا يلزمك شيء ما لم تتيقن بخروج شيء منك.

ولو فرضنا جدلا صحة ما ذكرته، فهذا الماء الخارج من الذكر قد لاقى نجاسة لم يطهرها وهي البول في مجراه، والماء المنفصل عن نجاسة لم يطهرها محكوم بنجاسته عند الجمهور.

قال ابن قدامة رحمه الله: والماء المنفصل من غسالة النجاسة ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

أحدها: أن ينفصل متغيراً بها فهو نجس إجماعاً، لأنه متغير بالنجاسة فكان نجساً كما لو وردت عليه.

الثاني: أن ينفصل غير متغير قبل طهارة المحل فهو نجس أيضاً، لأنه ماء يسير لاقى نجاسة لم يطهرها فكان نجساً كالمتغير، وكالباقي في المحل فإن الباقي في المحل نجس، وهو جزء من الماء الذي غسلت به النجاسة، ولأنه كان في المحل نجساً وعصره لا يجعله طاهراً.

الثالث: أن ينفصل غير متغير من الغسلة التي طهرت المحل ففيه وجهان: أصحهما أنه طاهر. انتهى.

وعليه، فيجب عليك تطهير هذا الماء من ثوبك بعد خروجه منك وإعادة الاستنجاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني