الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

1-انا امرأة متزوجة من ابن خالتى منذ 3 سنوات و زوجى هذا كان متزوجاً من قبل من ابنه خالتنا وأنجبت طفلا وتوفيت أثناء الولادة وبعد الوفاة تقدم لى زوجها فاستخرت الله مرات كثيرة واضعة فى اعتبارى الامر الاساسى وهو رعاية الطفل اليتيم الذى كانت امه حبيبة إلي جدا ومنذ اعلان خطبتنا بدأت مشكلتى وهى عدم موافقة والداته على هذا الزواج وبدأت تعاملنى بصورة سيئه جدا حتى بعد الزواج ورغم اننى فى كل مرة اذهب لزيارتها لأحسن العلاقة ولكن لا فائدة من تحسن معاملتها لى وبدأت تجعل مشاكل بينى وبين زوجى الذى يحبنى ولكنه لا يسمع او يصدق كلام احد غير امه 0فقررت أن أقطعها تفاديا لزيادة المشاكل والسؤال ماذا افعل هل حراماً ان اقاطعها وإن كان حراماً فما هو الحل فى معاملة هذه الام؟آسف للاطالة والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: "لئن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل، ولا يزال من الله ظهير ما دمت على ذلك" والمل: الرماد الحار، وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها"
فعليك أن تصلي خالتك ولو أساءت إليك، وليس لك قطعها، وليس في ذلك مذلة ولا إهانة، بل ستزدادين بذلك رفعة إن شاء الله، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما ازداد عبد بعفو إلا عزاً" وإذا استمررت في دفع إساءة خالتك إليك بالإحسان إليها وصلتها فعسى أن يشرح الله صدرها فتترك مقاطعتك قال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) [فصلت: 34] وعليك أن تبيني لها بحكمة أن القطعية حرام، واذكري لها ما ورد في من القرآن والسنة، ثم اعلمي بعد كل هذا أن هذه ليست خالتك فقط، بل هي خالتك وأم زوجك، ومصير سعادة زوجك معك مرهون بمستوى علاقتك بها، فلا تسمحي لهذه العلاقة أبداً بأن تصل إلى مستوى القطعية. نسأل الله أن يصلح خالتك، وأن يصلح ذات بينكما.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني