الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استبدال الذهب بذهب مع زيادة مبلغ من المال

السؤال

حدث منذ 15 سنة وأن استبدلت عقدي الذهبي الذي اشتريته بـ12000دج بسواري ذهب لصديقتي وبإلحاح منها قائلة بأنها تريد بيعهم بنفس المبلغ وتمت المبادلة وزدت لها 600 دج لأن بائع الذهب قال لي بأن عقدي أقل وزنا من سواريها وبعد حوالي أسبوع أو أكثر تراجعت وقالت لي بأن عقدي يباع مثيله بـ 8000 دج فرفضت التراجع ومنذ ذلك لم ألبس السوارين ومحتفظة بهما إلى الآن وقد استفسرت عما تريد منذ 3 سنوات بواسطة أخي فقالت لي السماح فما حكم الشرع في ذلك، وهل يجوز لي الانتفاع بهما أو لبسهما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز استبدال ذهب بذهب مع زيادة مبلغ من المال، وإنما يجوز أن يباع القديم بما تيسر من الثمن ثم يضاف إليه من العملات المعاصرة ما يكمل به سعر الجديد، فالواجب المساواة في الوزن بين الذهب والذهب إذا بيع أحدهما بالآخر، لما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلاً بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا منها غائباً بناجز.

وروى مسلم عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بقلادة فيها خرز وذهب وهي من المغانم تباع فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذهب الذي في القلادة فنزع وحده ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذهب بالذهب وزناً بوزن.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ويدخل في الذهب جميع أصنافه من مضروب ومنقوش وجيد ورديء وصحيح ومكسر وحلى وتبر وخالص ومغشوش ونقل النووي تبعاً لغيره في ذلك الإجماع. انتهى..

فالواجب عليك أنت وصديقتك التوبة إلى الله تعالى وفسخ هذا البيع لأنه محرم واستعيدي العقد والمبلغ الذي أضفت إليه وادفعي إليها السوارين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني