الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد الرجوع إلى بلدها وتشعر بأن زوجها غير راض

السؤال

أنا متزوجة منذ 14 عاما ولى ولدان، وبعد عامين من الزواج سافرت مع زوجي إلى إحدى البلاد العربية لظروف عمل زوجي بها، والآن أنا في هذا البلد منذ 11 سنة وعندي مشكلتان:
الاولى: رغبتي الشديدة في الرجوع إلى وطني وعدم قدرتي على الاستمرار في العيش فى الغربة، ومجاهدة نفسي منذ اليوم الاول على الاستمرار بجانب زوجي حتى أكسب رضا الله علي ورضا زوجى لكن - و الله الذى لا إله غيره أنى لا أطيق الغربة والبعد عن الأهل- وزوجي لا يفكر بالرجوع أبدا الى الوطن.
والمشكلة الثانية : هي أنه بسبب السفر كانت أم زوجي تأتى لتمكث معنا فترة من الوقت والآن أصبح الوضع دائما، وتحدث مشاكل ومضايقات عديدة أحاول جاهدة الصبر عليها من باب بر الزوج وأهله، ولكن مؤخرا حالتي النفسية ازدادت سوءا وأريد أن أرجع مع أولادي إلى بلدي تفاديا للمشاكل، وزوجي لا يمانع ولكني أعرف أنه من داخله غير راض عن هذا. هل إذا رجعت أكون آثمة في حق زوجي، مع العلم أننا من الممكن أن نأتي إليه مرتين في العام أنا وأولادي، وهو أيضا يستطيع أن يأتي إلينا مرتين في العام أيضا، بالله عليكم إني فى حيرة من أمري وأعاني كثيرا بسبب هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمرأة تقيم حيث يقيم زوجها، إلا أن تكون قد اشترطت عليه في العقد ألا تخرج من بلدها فلها شرطها، أمّا إذا لم تشترط فالراجح عندنا أنّه يجب عليها طاعته إذا طلب منها الانتقال للعيش معه.

قال الحطّاب المالكي: للرجل السفر بزوجته إذا كان مأمونا عليها قال ابن عرفة :بشرط أمن الطريق والموضع المنتقل إليه.مواهب الجليل لشرح مختصر خليل.

أمّا عن سؤالك، فإذا أذن لك زوجك في الرجوع إلى بلدك فلا إثم عليك في ذلك، لكن مادمت تعلمين أنّه غير راض عن ذلك، فلا ينبغي لك الإقدام على هذا الأمر، فالأولى أن توطنّي نفسك على البقاء معه، إرضاءً لربك وتحصيلاً للمصالح الكبيرة، فإن اجتماع شمل الأسرة وتنشئة الأولاد بين أبويهم مصلحة عظيمة لا تقارن بضرر بعدك عن أهلك، وتواصلك مع أهلك ممكن بالاتصال بهم وزيارتهم في الإجازة السنوية.

أمّا إقامة أمّه معكم، فالأصل أنّ من حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكناً مستقلاً لا يشاركها فيه أحد من أقاربه ولا تتعرض فيه لضرر، لكن قد يتعذر ذلك على زوجك في مثل حالتكم، فيمكنك التفاهم مع زوجك لإزالة أسباب الخلاف، مع التغاضي عن الهفوات واجتناب نزغات الشيطان، ولا شكّ أنّ في صبرك على بقائها أجرا عظيما فإنّه من الإحسان إلى زوجك ومن إعانته على بر أمّه، وذلك ما يرجى أن يعود عليكم بإذن الله بالبركة في العمر والرزق والولد، واعلمي أنّك إذا جاهدت نفسك في مرضاة الله فسوف تجدين التيسير في الأمور .

قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. {الطلاق:4}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني