الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التهرب من غرامات المرور

السؤال

سجلت ضدي عدة مخالفات مرورية بسبب تجاوز السرعة المقررة للشارع ولم تحدث حوادث، ولم يصب أحد من ذلك. فهل تعتبر تلك المخالفات دين بذمتي للدولة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك أن تلتزم بقوانين المرور ولا تخالفها، ولو لم تؤد المخالفة إلى حوادث؛ لأن قانون المرور الهدف منه حفظ النفوس وحفظ الأموال، فهو مصلحة مرسلة مندرجة تحت نصوص الشرع العامة الآمرة بحفظ النفوس والأموال، أما المخالفات المروية فلا تجوز، فقد نص كثير من الفقهاء على حرمة المعاقبة بالمال، وعلى هذا أكثر أتباع المذاهب الأربعة، وخالف في ذلك بعض أهل العلم، وأجازوا التعزير بالمال. وراجع للفائدة الفتويين رقم: 38803، 118280.

وعلى القول بمنع التعزير بالمال فإن لك أن تحتال لتتجنب دفع هذه المبالغ، ما لم تخش أن يؤدي ذلك إلى الوقوع في مسألة قانونية قد تجر إلى السجن أو الامتهان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق. رواه الترمذي وغيره.

وعلى القول بجواز التعزير بالمال فلا يحق لك التهرب من غرامات المرور.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني