الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق قبل الدخول إذا خلا بامرأته خلوة شرعية

السؤال

زواج أم زنا؟
منذ سنتين أقدمت على خطبة فتاة، وفي يوم الخطبة وعقدنا العقد الشرعي من طرف شيخ وإمام مسجد، وكان حاضرا والدها وهي قابلة ولم أدفع المهر بعد، بل قدمت لها خاتما ذهبا، ومنذ ذلك الحين وأنا أعتبرها زوجتي حلالي أستمتع بها وتتمتع بي، وأصبحنا نلتقي وحصل بيننا قبلات إلى غير ذلك من الأمور، لكن دون فض غشاء البكارة.
أنا أعاني من مرض نغص علي حياتي وهو القلق والاكتئاب والعصبية المفرطة والغريبة لدرجة أنني أحيانا أفكر في الانتحار، أو في قتل شخص ما، وهذا نتيجة لصدمة قوية، نتيجة عن قتل أخي بالرصاص أمامي، وكان أعز الناس بالنسبة لي أعز حتى من أبي، وهذا منذ 10 سنوات، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أعالج عند الأطباء، والحالة تتحسن أحيانا، وتسوء جدا أحيانا أخرى، لكن الذي أحس به 24 ساعة أنني إنسان مهزوز وغير مستقر تماما إلا نادرا، ما أحس بالراحة النفسية، ورغم ذلك فإنني تحصلت على شهادة الليسانس في وسط هذه الظروف السيئة، وكذا اكتسبت عدة مهارات مثل الكتابة والتأليف والكمبيوتر والشجاعة، وأنا الآن أعمل في ميدان الإعلام الآلي عملا حرا خاصا بي.
لقد قصدت شرح حالتي النفسية حتى أفهم جيدا من طرفكم.
في أحد الأيام عبر الهاتف تشاجرت مع خطيبتي وقلت لها إنك مطلقة، وبعدها بثوان ندمت ندما شديدا، وسألت أحد أئمة المساجد عندنا، فقال لي قل لزوجتك ( أنا رددتك ) ففعلت ذلك وعدنا كما كنا.
وفي رمضان الماضي وبما أنني منذ الصدمة كثير القلق والتوتر والعصبية في هذا الشهر، وبما أنني أدخن كثيرا، أحس دائما في نهار رمضان بقمة القلق والانسداد الدائمين حتى أنني لا أطيق ثيابي وأقطعها أحيانا وأتخاصم مع أمي وأختي وإخوتي وجيراني وفي السوق، وأجد نفسي أملك شراهة كبيرة في الاعتداء، وربما حتى القتل والعياذ بالله.
وفي إحدى ليالي رمضان تخاصمنا خصامنا حادا في الهاتف، وقلت لها مرة أخرى أنت مطلقة، وندمت بعد أقل من ثانية، وعندما سألت شيخا آخر قال لي: لقد أصبحت هذه الفتاة امرأة أجنبية عنك باعتبارك لم تدخل بها بعد ويجب عليك خطبتها مرة أخرى؟ فاحترت وبدأت أفكر لماذا كانت الفتوى الأولى هكذا، والثانية مختلفة تماما ما السبب
وبينما أبحث على حل عبر الانترنت حتى قرأت فتوى لا أعلم لمن بالضبط يقول فيها إن دخول جزء صغير من القضيب إلى فرج المرأة يعتبر دخولا، حتى وإن لم يفض غشاء البكارة، فبدأنا نفكر أنا وخطيبتي ونتذكر هل دخل فعلا الجزء المطلوب أم لا والى حد الساعة لا أستطيع أنا وهي أن نثبت أو ننفي ذلك إلى أن جاء موعد الزفاف فطلبت منهم ( أهلي وأهل الزوجة ) أن نعيد العقد الشرعي تفاديا لكل الشكوك وهذا ما حدث فعلا .
لكن أنا الآن لا أكاد أركز لحظة وأصبحت أتلعثم في الكلام، وكثير الوسوسة والانشغال والسوء نتيجة لعدة تساؤلات أطرحها على فضيلتكم راجيا منكم الإجابة في أسرع وقت بعد إذنكم.
- ما حكم الطلاق الأول
- ما حكم الطلاق الثاني
- ما حكم العقد الأول
- ما حكم العقد الثاني
- هل المرأة التي معي في البيت الآن زوجتي أم ماذا ؟
- هل إن حملت مني يعتبر ابننا أم ابن زنا والعياذ بالله
أفيدوني أفيدوني أفيدوني والله المستعان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مسألة إقامة الخلوة الشرعية بين الزوجين مقام الدخول من مسائل الخلاف بين أهل العلم، ولعل هذا الخلاف بين أهل العلم هو سبب اختلاف قولي من سألتهما واختلفا عليك.

وعلى كل حال فلا داعي للقلق ولا للوسوسة ما دمت قد جددت عقد النكاح فزواجك الآن صحيح لا غبار عليه، ولا شبهه في حمل وأولاد زوجتك منك.

وبما أنك قد خلوت بزوجتك كما هو الظاهر فإن كلا من الطلاقين السابقين واقع ولم يبق إلا طلقة واحدة تبين بها زوجتك بينونة كبرى.

وتراجع الفتاوى التالية أرقامها: 7933 ، 17568 ، 117997 ، 16790 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني