الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم انشغال المرء بزوجته عن أصدقائه بعد زواجه

السؤال

ما حكم من اعتزل الناس أول 6 أشهر بعد الزواج وقال إنه حق الزوجة، هو يصلي في المسجد مع المسلمين الصلوات الخمس، ولكننا لم نعد نراه ونحن كنا أصدقاءه ولا نفترق أبدا, هل هو على حق أم هو مقصر في حقنا؟ ما أظن أن هذا من سنة الرسول الأمين ولا الصحابة الكرام، ما قعد الرسول صلى الله عليه وسلم في بيوت أمهات المؤمنين، أنا لست أغار، أرسلوا لي الجواب الشافي مع ماذا علي فعله مع الوضع الجديد بعد زواج صديقي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أنّ للزوجة حقّاً على زوجها، كما أنّ عليه حقوقاً أخرى، والواجب الموازنة بين هذه الحقوق، ففي الحديث الذي رواه البخاري: قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء: إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك فقال له: صدق سلمان.

ومن حسن عشرة الزوج لزوجته ألّا يتركها وحيدة، وأن يفرّغ لها وقتاً كافياً ليؤانسها ويعلمّها ما تحتاجه من أمور دينها.

ولكن لا على أساس أن ملازمة الزوجة في هذه الفترة سنة شرعية بل لما يترتب عليها من المصالح المذكورة.

فإذا كان صديقك يحضر الصلوات في المساجد ولا يقصّر في حقوق إخوانه من حضور الجنائز وعيادة المريض ونحو ذلك، فلا يلام على ملازمته لبيته، فإن حسن صحبته لزوجته من حسن الخلق ومن الأمور النافعة له في دينه ودنياه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي، وصححه الألباني

والذي عليك فعله بعد زواج صديقك ألّا تشغله عن بيته وواجباته، وأن يكون اجتماعكما لأمور نافعة في الدين والدنيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني