الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إعطاء الطلاب درجات أكثر مما يستحقون

السؤال

أنا مدرس في مدرسة أهلية ثانوية، والمدرسة سامحة لنا بإعطاء دروس للطلاب، وأعطينا فعلاً دروسا وشرحنا وبينا للطلاب أن الفلوس مقابل الشرح، وعليهم المذاكرة، ولكن المدرسة أجبرتنا على إعطاء درجات عالية لهم بالنسبة للدرجة التي بيد المدرس وهي 20 من 50 درجة للمشاركة، والاختبارات الشهرية بحجة أنها مدرسة أهلية، فأعطينا الطلاب الدرجات، وإذا كان الطالب لم يأخذ درسا أيضا أخذ درجة قريبة منها، وربما أفضل إذا كان مؤدبا وشاطرا. فما حكم المال الذي أخذناه من الطلاب من الدروس، والذي نوضح للطلاب أنه مقابل الشرح، ولكن البعض في قرارة نفسه يقول الأستاذ سيعطيني درجة طيبة. مع العلم أننا لا نملك سواها هي والراتب، فنحن شباب جميعا وما حكم الراتب من هذه المدرسة؟ وماذا نعمل من أجل جعل رزقنا حلالا من المدرسة ومن الدروس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدروس الخصوصية جائزة لعدم وجود ما يمنع منه شرعاً، لكن يشروط لجوازها ما يلي:
1- ألا يكون ذلك من رجل لامرأة أو العكس مع حصول خلوة محرمة، أو فتنة متوقعة.

2- ألا يكون المدرس محابياً لمن يدرِّس لهم في البيت على حساب بقية الطلبة الذين لم يفعلوا ذلك.

3- ألا يكون في ذلك إخلال بعمله الأصلي ولا بما تشارط عليه هو وجهة ذلك العمل؛ لأن المسلمين على شروطهم . وراجع في ذلك الفتوى رقم : 25901.

أما إعطاء هؤلاء الطلاب درجات أكثر مما يستحقونها فهذا لا يجوز ، لأن هذا العمل يشتمل على الغش والظلم المحرمين ، وراجع في بيان ذلك الفتوى رقم : 113722 .

فالواجب عليكم الامتناع عن إعطاء هؤلاء الطلاب درجات أكثر مما يستحقونه ، وعليكم التوبة مما وقع منكم من ذلك ، ولا حرج عليكم في الانتفاع بالأجر الذي أخذتموه مقابل الدروس الخصوصية؛ لأن هذا الأجر مقابل الشرح ، وكذلك لا حرج عليكم في الانتفاع براتب المدرسة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني