الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يترك العمل ويستفيد من التعويض بدل القرض الربوي

السؤال

إيمانا مني بأن العلماء مصابيح الهدى وورثة الأنبياء، واعتقادا مني بأنه ما خاب من استشار، فإنني أستسمح فضيلة الشيخ لطرح سؤال طالما شغلني، و نغص علي وعلى أفراد عائلتي الحياة.فضيلة الشيخ، مشكلتي هي كالآتي:يوجد في الجزائر صيغة للسكن تسمى عندنا: السكن الاجتماعي التساهمي. يتمثل فيما يلي:• هو مخصص لمن لا تتوفر فيهم شروط الحصول على السكن الاجتماعي الايجاري من حيث الأجر المتقاضى كل شهر.• يتمثل في البيع على التصاميم وفق دفتر شروط يحدد مسبقا.• الدفع يكون على شكل أقساط- في حالتنا ثلاثة أقساط- و تدفع الدولة إعانة مالية غير مسترجعة:هبة.• قبل أن يتسلم المستفيد المفتاح يمضي على عقد شراء أولي يسمح له بالاقتراض من البنوك لتسديد ما تبقى من قيمة السكن، و بالنسبة للبنوك الربوية فان العملية سهلة جدا حيث غالبا ما يوجهنا صاحب المشروع إلى أحد تلك البنوك.• و لما كان الاقتراض بالربا محرم شرعا، و من الكبائر التي أذن الله بمحاربة مقترفها، و خوفا على نفسي وعائلتي من انتهاك ما حرم الله، واتقاء لنار جهنم- والعياذ بالله- رفضت التوجه إلى تلك البنوك الربوية، و اتصلت ببنك البركة الإسلامي الذي أخبرني بأنه لا يمكنه مساعدتي، ولا يمكنه إيجاد صيغة شرعية في هذا الموضوع.• طرقت كل الأبواب بدون فائدة، بل وقمت بنشر إعلان في الإنترنيت للمساعدة.
شيخنا الفاضل، أمام هذا الوضع ما عساي أن أفعل هل:• ألجأ إلى البنوك الربوية علما أنه ليس لي مسكن يؤويني، بل إنني في كل سنة أستأجر منزلا آخر بشق الأنفس لندرة المنازل الشاغرة و ما يتبع ذلك من مشقة، وتجنيد لأهل الحي للبحث على سكن شاغر، أضف إلى ذلك استغلال المالكين لندرة السكن للمساومة في المبلغ الشهري مع دفع تسبيق سنة؟• أو أخرج من العمل إراديا -موظف في شركة تعرض حاليا صيغة للخروج الإرادي لتقليص المصاريف- و أستفيد من تعويض أسدد به قيمة السكن ثم أبحث عن عمل آخر، علما أن لي ابنان؟
أفيدوني جزاكم الله عنا و عن المسلمين كل خير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على تحريك للحلال وبحثك عنه واجتنابك لسبل الحرام. واعلم أن ذلك السبيل لن يؤدي بك إلا إلى ما تحمد عاقبته في الدنيا والآخرة، فعض عليه بالنواجذ، وسر واثق الخطى أن ربك لن يضيعك فإنه يقول: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. {الطلاق:2 ، 3}. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

وأما سؤالك، فإن كان تركك للعمل لا يجعلك في الحرج والمشقة ورأيت أن مصلحة تركه أعلى، فالأولى أن تتركه لتأخذ ذلك المال وتسدد به ما عليك وتبحث عن عمل آخر، إلا أن تجد من يقرضك قرضا حسنا أو يعمل معك عقد مرابحة بأن يشتري لك سلعة ويبيعها عليك بأكثر من ثمنها إلى أجل ونحو ذلك.

وأما أخذ قرض ربوي فلا يجوز لعدم الاضطرار إليه مع ما ذكرت من البدائل عنه.

نسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشدا، ويزرقك من لدنه رزقا حسنا، فهو المولى ونعم النصير.

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 66097.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني