الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الثقافة الجنسية عبر مواقع النت

السؤال

لدي منتدى إسلامي عليه إقبال كبير والحمد لله. ومؤخراً اقترحت عضوة فيه أن تضع دورة عن ما يسمى: الثقافة الجنسية. والحقيقة أني رافض لمثل هذه المواضيع لأن المنتدى مختلط، وأخشى أن يؤدي إلى إثارة الغرائز أكثر من إفادة الأعضاء. علما بأن العضوة يظهر عليها الصلاح وهي متخصصة في هذا المجال وتريد الفائدة للشباب كما تقول. أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتعليم ما يسمى بالثقافة الجنسية الأصل فيها الإباحة سواء كان عبر مواقع النت أو غيرها بشرط أن ينضبط بالضوابط الشرعية، ومن هذه الضوابط:

1- النية الصالحة فإذا وجد قصد خبيث من إثارة الغرائز وتهييج الشهوات فعند ذلك يمنع منه.

2- أن تنضبط طريقة عرض هذه الموضوعات بالآداب الشرعية ومن ذلك أن يتجنب التصريح بمثل هذه الأمور الخاصة ما أمكن ويكتفي بالتعريض بدلاً منه، فهذه هي طريقة القرآن في عرض مثل هذه الأمور، فإن الله سبحانه قد ذكر في كتابه هذا الذي يكون بين الزوجين بالكناية، فقال سبحانه: أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء. {النساء:43}. وقال سبحانه: فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ. {الأعراف:189}. وقال سبحانه: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ. {البقرة:187}. وقال سبحانه: وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ. {النساء:21}.

قال ابن عباس: إن الله حيي كريم يكني عما شاء، وإن المباشرة، والرفث، والتغشي، والإفضاء، المسيس. عنى به الجماع. انتهى.

3- أن يكتفى بالوسائل الشرعية في توصيل المعلومة فلا يجوز اللجوء للصور المحرمة ونحوها.

4- أن يقتصر على تعليم الطرق الشرعية في تحصيل اللذة بين الزوجين، فلا يجوز التعرض للطرق الشاذة المستحدثة من أهل الأهواء والشهوات والتي تنافي الفطرة السليمة والذوق المستقيم.

5- أن يكون المستهدفون بالدورة محتاجين إليها فعلاً.

فإذا تم الانضباط بهذه الضوابط فلا حرج عليكم إن شاء الله في البدء في مثل هذه الدورة، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 44216. وما أحيل فيها من فتاوى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني