الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفريق بين ظلم الزوج وما يمارسه من حقوقه

السؤال

كيفية التعامل مع الزوج الظالم الكاذب الذي لا يراعي الله، وهل يجوز الطلاق منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننبه أولا إلى أنه ينبغي للزوجة أن تتحقق جيدا قبل اتهام زوجها بالظلم لأن هذه تهمة عظيمة, وكثير من الزوجات يخلطن بين الظلم وبين ما يمارسه الزوج مما هو محض حق له, فمن منع زوجته من الخروج من البيت بغير إذن، أو منعها من لقاء صواحبها وصديقاتها وزيارتهن في بيوتهن، أو منعها من لقاء الأجانب من أقاربها ونحو ذلك، كل هذا ليس من الظلم، وإنما الظلم يكون بالاعتداء عليها بغير حق، كأن يسبها أو يضربها أو يهجرها بلا سبب، أو يمنعها حقها من النفقة أو السكن المستقل أو الكسوة ونحو ذلك, وقد تنبه الفقهاء لمثل هذا ونبهوا عليه.

جاء في الشرح الكبير للدردير: (ولها) أي للزوجة (التطليق) على الزوج (بالضرر) وهو ما لا يجوز شرعا كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون كما يقع كثيرا من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق كما هو ظاهر، وكوطئها في دبرها, لا بمنعها من حمام وفرجة، وتأديبها على ترك صلاة، أو تسر أو تزوج عليها. انتهى.

وجاء في مواهب الجليل لشرح مختصر خليل: قال ابن فرحون في شرح ابن الحاجب: من الضرر قطع كلامه عنها، وتحويل وجهه في الفراش عنها، وإيثار امرأة عليها، وضربها ضربا مؤلما، وليس من الضرر منعها من الحمام والنزاهة، وتأديبها على ترك الصلاة ولا فعل التسري. انتهى.

وجاء في حاشية الصاوي على الشرح الصغير: وليس من الضرر منعها من الحمام والنزاهة، وضربها ضربا غير مبرح على ترك الصلاة ونحوها، بخلاف المبرح كما تقدم. انتهى.

فإن كان زوجك يظلمك على ضوء ما ذكرنا، فإن من حقك طلب الطلاق منه، ولكنا نوصيك بالصبر عليه ومحاولة استصلاحه، ونصحه وتذكيره بما أمره الله به من معاشرتك بالمعروف, ولا ننصحك بالتعجل في طلب الطلاق.

أما بخصوص كذب الزوج، فعليك أن تداومي له النصح بأسلوب لين رفيق، وتذكريه بحرمة الكذب، وأن من كذب مرة فإن ذلك قد يجره إلى اعتياد الكذب، ومن اعتاد الكذب فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير, وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 79970.

ولم نفهم ما تقصدينه من كونه لا يراعي الله، فإن كان قصدك هو ما أجبناعنه فذاك، وإلا فبيني لنا مرادك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني