الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقترف الزنا أعظم إثما ممن يكتفي بمجرد النظر

السؤال

أريد أن أعرف هل الذي يرى الجنس كفاعله، وكيف تنزع عنه هذه المعصية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا خلاف في أن رؤية مثل هذه المنكرات المتعلقة بالأمور الجنسية من كشف العورات والصور العارية والأفلام الخليعة ونحوها من المحرمات التي تعرض صاحبها إلى غضب الله وعقابه، وهذا من زنا العين الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنَّى وتشتهي ، والفرْج يصدق ذلك كله ويكذبه. رواه البخاري ومسلم.

قال النووي رحمه الله: معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقاً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب فكل هذا أنواع من الزنا المجازي.... انتهى.

وقَالَ اِبْن بَطَّال رحمه الله : سُمِّيَ النَّظَر وَالنُّطْق زِنًا لأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الزِّنَا الْحَقِيقِيّ ، وَلِذَلِكَ قَال: وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ أو َيُكَذِّبهُ. انتهى نقلا عن فتح الباري.

والمداوم على مشاهدة هذه المنكرات يوشك أن يواقعها ويلج في مستنقعاتها الآسنة.

ولكن مع هذا فإن الذي يمارس هذه الفواحش ويفعلها أعظم إثما من الذي يكتفي بمجرد النظر والمشاهدة. وهذا لا خلاف فيه .

وقد بينا في الفتوى رقم: 6617 نصائح لمن أدمن الوقوع في مشاهدة مثل هذه الفواحش، وقدمنا في الفتوى رقم: 6995 نصائح لمن غلبته شهوته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني