الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سداد الأقساط أم الوفاء بالنذر

السؤال

متزوج ولي بنتان، قبل عامين كنت ساكنا بالإيجار ومرضت زوجتي مرضا شديداً، ونذرت على نفسي نذرا معلقا بأنه إذا شفيت زوجتي أن أذبح ذبيحة، وكانت ظروفي المالية صعبة جدا وبعد فترة قال لي صاحب البيت أنه علي أن أخرج من البيت لأنه سيبيعه، وكانت ما زالت أزمة السكن في غزة لا توصف بسبب الحصار ومنع مواد البناء من الدخول، فقررت شراء المنزل، وبالفعل استدنت مبلغا من المال بالإضافة إلى ما مع زوجتي من ذهب وقمت بشراء البيت، والآن أسدد المبلغ بالتقسيط و أقوم بتسديد الأقساط. فهل علي أن أسدد الأقساط أم أن أوفي بنذري مع العلم أنني ملتزم بتسديد مبلغ معين كل شهر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعينكم ويحفظكم، وإذا كان نذرك محددا بزمن معين نصا أو عرفا أو نية فيجب عليك الوفاء به في وقته المحدد له، ما لم تكن عاجزا، وإذا لم يكن للنذر وقت معين ولم يجر العرف بأن المراد المبادرة فور تحقق المعلق عليه وهو شفاء الزوجة، أو كنت ناويا ذلك، فيجب الوفاء به على التراخي ولكن تستجب المسارعة بالوفاء.

وبناء على ما تقدم، فإن كنت تستطيع الجمع بين سداد الأقساط في وقتها مع الوفاء بالنذر فعليك أن تفعل، وإلا فإن عليك أن تقدم تسديد الأقساط إذا كان لها وقت محدد لأن حقوق الناس مبنية على المشاحة، وحق الله مبني على المسامحة، وخاصة إذا لم يكن للنذر وقت محدد نصا أو عرفا أو نية. وانظر الفتوى رقم: 471. للمزيد من الفائدة.

هذا وننبهك إلى أن النذر المعلق مكروه، فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل. متفق عليه.

قال العلماء: وهذا النهي نهي كراهة لا نهي تحريم، ويجب الوفاء به، ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 78491 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني