الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تختار الزوجة الصالحة

السؤال

أنا مقبل على الزواج ـ إن شاء الله ـ ولكنني لم أعد أعرف الثمين من الرخيص, أريد أن أخطب ذات الدين امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن في بلدنا سوريا من الذى التزم نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم و أهل بيته؟ لقد عرفت في الجامع أناسا ملتزمين كثيرين، ولكن أهلهم ليسوا كذلك وإنما أخذوا من الدين قشوره فقط, فهل ألتجئ لإمام رباني يدلني على تلك الفتاة الصالحة؟أم إلى المدارس الشرعية؟ مع العلم أن هذه المدارس بأغلبيتها لا تلتزم ذلك النهج النبوي,, أفيدوني، فأنا في غاية الحيرة من أمري , حتى راودتني فكرة التعرف على فتاة ما بدون خطبة، ولكن لا يجوز ذلك..وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يرزقك بزوجة صالحة تكون عونا لك على القيام بمصالح دينك ودنياك.

وإنا لندلك على بعض الوسائل التي تستعين بها على تحصيل مقصودك:

1- التوكل على الله سبحانه والاعتماد عليه والإلحاح عليه في الدعاء فهذا من أعظم أسباب العون والتيسير قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}.، وقال جل شأنه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.

2- أن تنوي العفة بذلك الزواج: قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم... فذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني.

3- أن تستعين بمشاورة من تثق في دينه ورأيه: قال تعالى لنبيه المؤيد بالوحي: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ {آل عمران:159}، فغيره لا شك أحوج إلى المشاورة، سواء بعض أهل العلم أو بعض القائمين على المدارس الشرعية وغير ذلك ممن يغلب على ظنك معرفتهم بذوات الدين والخلق.

4- الاستخارة، وقد سبق بيان كيفيتها في الفتوى رقم: 118831.

مع التنبيه على أن الشرع قد رغب في نكاح ذات الدين بصرف النظر عن تدين أهلها أو عدمه، فإن ظفرت بفتاة ذات دين فسارع بعد الاستخارة إلى خطبتها حتى ولو كان أهلها مسرفين على أنفسهم أو مفرطين في جنب الله، فإن هذه أشد ما تكون إلى الزوج الصالح الذي ينتشلها من بيئة الغفلة والمعصية.

وراجع في الفتوى رقم: 24491، مدى مشروعية وصف بعض الشعائر بأنها من قشور الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني