الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا عبرة بإصلاح النية بعد انتهاء العمل

السؤال

عندما يعمل المسلم عملا صالحا بنية غير صالحة كالرياء مثلا أو رد الجميل لإنسان فقط.ثم انتبه إلى نفسه وتاب توبة نصوحة وندم. فهل تصحيح النية بالإخلاص لوجه الله بعد انقضاء العمل يرجع ثواب العمل؟ أم أن النية انقضت بانقضاء العمل ولا ثواب عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعمل الذي أداه صاحبه بنية فاسدة كالرياء يقع حابطا لا ثواب عليه أصلا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. متفق عليه.

فالعمل المقبول الذي يثاب فاعله يشترط له نية صالحة، فما يفعله العبد من أعمال لا يقبل منه إلا ما كان خالصا وصوابا، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين: 76510، 120325. ووقت هذه النية إنما هو أول العمل لا بعده.

قال السيوطي في مبحث وقت النية من كتاب الأشباه والنظائر: الأصل أن وقتها أول العبادات ونحوها. اهـ.

وجاء في الموسوعة الفقهية: ذهب الفقهاء إلى أن وقت النية هو أول العبادات، أو أن الأصل أن أول وقتها أول العبادات، فيجب - كما عبر بعضهم - أن تقترن النية بأول كل عبادة إلا أن يشق مقارنتها إياها. اهـ.

وعلى ذلك فالعمل الذي عَرِي عن نية صالحة إلى منتهاه لا ثواب عليه، فإن انتبه صاحبه بعد ذلك وندم على ذلك، فإنه يؤجر على ندمه وتوبته من تقصيره، ولكن هذه التوبة لا تحصِّل ثواب عمل كانت النية فيه فاسدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني