الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعجاز في استعمال القرآن الضياء للشمس والنور للقمر

السؤال

يقول القرآن الكريم: إن الله تعالى جعل القمر ضياءً، ولكن العلم الحديث أثبت أن القمر لا يوجد به ضوء، سوى أنه يعكس ضوء الشمس؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد فرق الله سبحانه في الآية الكريمة بين أشعة الشمس والقمر، فقال: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا {يونس:5}، فسمى أشعة الشمس ضياءً، وسمى القمر نورًا، والمشكلة أن أكثر القواميس غير العربية (الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية)، لا تفرق بين الضياء والنور.

وبناءً على ذلك؛ ظن الكثيرون أنهما بمعنى واحد، حيث درسوا العلوم الحديثة بهذه اللغات، والواقع أنهما غير متحدين، كما أثبت ذلك بعض العاملين في الإعجاز العلمي، فقال: دعنا نستعرض بعض الآيات الأخرى التي تذكر أشعة الشمس والقمر، فلنأخذ مثلًا: الآيتين: (وجعل القمر فيهن نورًا وجعل الشمس سراجًا) [نوح:16]، و(وبنينا فوقكم سبعًا شدادًا * وجعلنا سراجًا وهاجًا) [النبأ:12-13]، نجد أن الله سبحانه وتعالى سمى الشمس مرة بالسراج، وأخرى بالسراج الوهاج، والسراج هو المصباح الذي يضيء بالزيت، أو الكهرباء.

أما أشعة القمر، فقد أعاد الخالق تسميتها بالنور.

وإذا نحن تذكرنا في هذا الصدد معلوماتنا في الفيزياء المدرسية؛ لوجدنا أن مصادر الضوء تنقسم عادة إلى نوعين:

مصادر مباشرة: كالشمس، والنجوم، والمصباح، والشمعة، وغيرها.

ومصادر غير مباشرة: كالقمر، والكوكب.

والأخيرة هي الأجسام التي تستمد نورها من مصدر آخر، مثل الشمس، ثم تعكسه علينا.

أما الشمس، والمصباح، فهما يشتركان في خاصية واحدة، وهي: أنهما يعتبران مصدرًا مباشرًا للضوء؛ ولذلك شبه الخالق الشمس بالمصباح الوهاج، ولم يشبه القمر في أي من الآيات بمصباح.

كذلك سمى ما تصدره الشمس من أشعة ضوءًا.

أما القمر فلا يشترك معهما في هذه الصفة، فالقمر مصدر غير مباشر للضوء، فهو يعكس ضوء الشمس إلينا، فنراه، ونرى أشعته التي سماها العليم الحكيم: نورًا.

ومن العجيب حقًّا أننا لم نستوعب هذه الدقة الإلهية في التفرقة بين ضوء الشمس ونور القمر، فكان المفروض أن نفرق بين الضوء والنور، ونسمي الأشعة التي تأتي من مصدر ضوئي مباشر بالضوء، وتلك التي تأتي من مصدر ضوئي غير مباشر بالنور، ولكنا خلطنا لغويًّا بين الضوء والنور، واقتصرنا في العلوم على استخدام كلمة الضوء، ونسينا مرادفها وهو: النور، والسبب واضح، ففي الإنجليزية، والفرنسية، بل والألمانية، وهي اللغات التي جاءت عن طريقها العلوم الحديثة -لا يوجد إلا مرادف واحد-، ولم يخطر ببالنا، أو ببال المترجمين (ligt-lumiere-licht) لهذا المعنى، وهو بالترتيب، أن اللغة العربية أغنى منهم، وأدق، ففيها مرادفين لهذه الكلمة، يجب أن نفرق بينهم تبعًا لنوعية مصدر الضوء، سواء أكان مباشرًا، أو (غير مباشر). المصدر: (آيات قرآنية في مشكاة العلم): للدكتور: يحيى المحجري.

ويمكنك الرجوع إلى كتاب: (العلم طريق الإيمان) للشيخ عبد المجيد الزنداني -حفظه الله-، وغيره مما كتب في الإعجاز العلمي في القرآن، والسنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني