الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل مشروع تجاري ليس ضرورة مبيحة للقرض الربوي

السؤال

في الفترة الأخيرة حصلت على تصريح لمحجر رخام بسلطنة عمان، بحيث أستخرج خام الرخام من الجبل، ولكن ليست عندي سيولة نقدية أبدا لهذا المشروع، واستفسرت من الشركات ووصلت قيمة رأس المال للمعدات التي أحتاجها: 200 ألف ريال عماني.
سؤالي: هل يعتبر حراما أو ربا لو أخذت مبلغا من البنك التقليدي بقيمة رأس المال، لأبدأ به مشروعي بشرط أن يكون كل المدخول من المشروع يعود للبنك إلى أن أنتهي من القرض وهو تقريبا 6 أشهر؟ بصيغة ثانية، هل تنصحني أن أبدأ في مشروعي بقرض من البنك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز ذلك، لأنه ربا محض وقد حرم الله الربا في محكم كتابه فقال: وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا {البقرة:275}. وقال: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة: 276-279}.

وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم، بل لعن فاعله، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم : آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم سواء . رواه مسلم.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منهن : أكل الربا. فلا يباح الإقدام عليه إلا لضرورة، ولاضرورة فيما ذكرت، فابحث عن طرق مشروعة لتمويل ما تحتاجه عن طريق المرابحة الشرعية ونحوها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني