الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل بقاء الطهارة مالم يتيقن من الحدث

السؤال

أحس بنزول البول بعد الوضوء، وعند القيام بأي حركة في أي وقت، علما بأني مصابة بالوسواس في الوضوء والصلاة . وعلمت من خلال تتبعي لموضوعاتكم وإجابتكم الشافية - جزيتم عنا خيرا- أني لا ألتفت لمثل ذلك وأتم وضوئي وصلاتي، لكن هل أصلي بهذا الوضوء فرضا آخر ؟ حيث إني أجاهد من أجل التقليل من دخول الخلاء والتقليل من الوضوء لكي أعتاد ذلك، حيث إني أحرج دائما عندما يريد أهلي الخروج من البيت فأستعد لذلك بالمكوث في الخلاء طويلا من أجل الوضوء والتأكد أني على طهارة، ثم إذا خرجت أتحرز من حركاتي و قيامي وجلوسي خوفا من أن أحدث أو أن يخرج مني صوت ولا أسمعه فأظل منتبهة لذلك وأقلل من الكلام، وفي الآونة الأخيرة أصبحت أجبر أهلي على أن لا يخرجوا إلا بعد الانتهاء من صلاة العشاء حتى أنتهي من الصلوات وأنا مرتاحة. أرجوكم وجهوني إلى الصواب وانصحوني قد ضاق أهلي بي ذرعا؟ أتمنى أن أكون مثل كل الناس يذهبون ويضحكون ويمرحون وإذا حانت الصلاة صلوا بيسر وسهولة. دعواتكم.
سؤالي الأهم: إذا لم ألتفت إلى الإحساس بنزول البول وأتممت وضوء وصلاتي . هل يجوز أن أصلي بهذا الوضوء الصلاة التي بعدها أم لكل صلاة وضوء ؟ علما بأني لا أعلم هل أنا مصابة بسلس البول أم لا ؟
اعذروني على عدم ترابط الكلام لأني أخاف أن ينتهي وقت استقبال الأسئلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يظهر لنا أن الأخت السائلة مصابة بالوسوسة كما ذكرت أول السؤال، والذي يمكننا قوله هو أن من تطهر ثم أحس بخروج شيء ولم يتيقن فالأصل أنه باق على الطهارة لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. رواه مسلم وابن خزيمة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فينفخ في مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث، فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. أخرجه البزار.

فإذا لم تتيقني بخروج البول أو يغلب ظنك بذلك، فلا ينبغي لك أن تستسلمي لتلك الوساوس، بل أعرضي عنها ومادمت لست مصابة بسلس البول فإنه يمكنك أن تصلي بذلك الوضوء ما شئت من الصلوات ما لم ينتقض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني