الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤاخذ الإنسان بما سبق به لسانه دون قصد منه

السؤال

الإخوة الأفاضل أنا بصراحة أعاني من الوسواس القهري، كما شرحت لكم حالتي وكنت أتواصل معكم قبل سنة أو سنتين في موقع الفتاوى وموقع استشارات الشبكة، ولوأردتم أرقام الفتاوى والاستشارات التي كنت أرسلها لكم سوف أرسلها لكي تتأكدوا من رسائلي وأجوبتكم على هذه الرسائل، والآن أرسلت لكم هذا السؤال ولكن الجواب: كانت فيه أجوبة كثيرة ـ مذهب فلان، ومذهب فلان، وراجع الفتوى رقم كذا، والفتوى رقم كذا ـوأنا بصراحة لا أقدر أن أطلع على أي فتوى تخص شخصا غيري، لأنني بصراحة يزيد الضيق عندي إن قرأت أي فتوى تخص شخصا غيري، لأنني قلت لكم أولا عن حالتي وما أعانيه إن قرأت فتاوى على هذه الشبكة، وقد كان جوابكم بعدم الخوض والقراءة في هذا المجال من كنايات الطلاق، لأنها تتعبني وأنا من حوالي سنة أو سنتين أجاهد نفسي على الوسواس الذي يصيبني ولا أقرأ أبدا، ولكن اليوم حولتموني على فتاوى رقم كذا وكذا وأنا بصراحة لا أقدرعلي قراءة أي فتوى، أريد منكم الجواب على سؤالي كما عودتموني سابقا، فقدأرسلت لكم حوالي 20 سؤالا و50 استشارة وكانت الأجوبة على مايرام وكنت في حالة استرسال الوسواس الذي أجاهد نفسي عليه ولم أصغ له أبدا طوال هذة الفترة، وقد امتنعت عن قول الكنايات لأي سبب كانت وعن الحلف باليمين والحلف بالطلاق وعندي أرقام الفتاوى وأرقام الاستشارات وكلها موجودة وشخصتم حالتي وخاصة في موقع استشارات الشبكة وقلتم: بأن عندي وسواسا وعلى رأس الذين شخصوا حالتي: الشيخ موافي أعزب، والشيخ: أحمد الهنداوي. والآن أريد منكم ـ سواء في موقع الفتاوى أو موقع الاستشارات ـ أن تردوا علي حسب سؤالي وأن لا تحولوني على فتاوى مشابهة، ولو كانت حالتي النفسية طبيعية فلا مشكلة لدي في القراءة، ولكن القراءة عندي تزيد الطين بلة، فأرجوا منكم ومن أي شيخ الرد على سؤالي فقط، لأنني أعاني من وسوسة في الطهارة وفي الوضوء وفي الصلاة وفي الحياة الخاصة والعامة وأظنكم فهمتم الحياة الخاصة والعامة، لأنني لاأقدر أن أسجل أكثر من مرة، وأنا أجاهد نفسي على الوسواس وخاصة في موضوع الكنايات وأكثر شيخ كان يساعدني ويفهم حالتي هو الشيخ: أحمد الهنداوي، والآن سؤالي هو : الكلمة التي قلتها سبقت لساني لها عن طريق الخطإ أو الغلط ما كنت أقصدها وما أعرف كيف خرجت علي؟ يعني غلطت مثل أي واحد يريدأن يتكلم بكلمة فغلط وتكلم بكلمة أخرى ـ يعلم الله أنني لم أكن أقصد اليمين ـ وأنا سبق وأن قلت لكم أنني حريص على اليمين بالله أواليمين الثاني وماعمري حلفت ـ بإحدى اليمينين سواء كنت صادقا أو كاذبا ـ حتى حين خرجت الكلمة حاولت إصلاحها وأقول شهر تسعة أسافر أ وكلمة مثلها، قلت لكم إنني أشك فيها وإن كنت قد قلتها فقد تبعتها كلمة شهر تسعة سأسافر، أرجوكم غاية الرجاء الرد علي بسرعة، لأن حالتي لا تسمح لي لأنني أعيش بضيق من حين قراءتي لردكم، وكرهت العمل وكرهت الأكل وكرهت الذي معي بالعمل وحالتي النفسية منهارة أرجوكم الرد على قدر سؤالي فقط وبسرعة جدا.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء. رقـم الفتوى : 124136عنوان الفتوى : سبق لسانه فتكلم بالطلاق بدون إرادةتاريخ الفتوى : 06 رجب 1430 / 29-06-2009السؤال سؤالي هو: زميل لي قال لي اليوم أنه سيسافر أخوه في شهر 7 إلى اليمن، وقلت له ـ طلاق ـ بأنني سأسافر مثله، و لم أنه اليمين، وبعد ذلك مباشرة قلت سأسافر شهر تسعة، يعني ما أدري كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟ ولأنني حريص على أن لا أحلف بالله ولو كنت صادقا، أو يمين الطلاق ولو كنت صادقا، في حياتي لا أعرف اليمين ولا يمكن أن أحلف بالله أو اليمين الثاني, وأيضا لأنني أعاني من الوسواس حريص على اليمين الثاني، وما أدري كيف خرجت مني هذه الكلمة بدون قصد ونية حتى إنني لم أكملها. هل تعتبر يمينا أم شيئا آخر؟ أسعفوني، وأنا سبق وأن أرسلت إليكم أسئلة كثيرة قبل سنة وسنتين, وقد كنت حريصا طوال هذه الفترة ولكن يوم خرجت علي هذه الكلمة، أسعفوني بالرد وجزاكم الله عنا خير الجزاء؟ كلمة مثلها أشك بأنني قلتها، هذا للعلم.الفتوىالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإذا كانت عبارة: طلاق ـ قد انطلق بها لسانك من غير أن تقصد النطق بها، فلا يلزمك شيء عند جمهور أهل العلم، وهذا هو الظاهر من السؤال. ففي الموسوعة الفقهية الكويتية: من قال لزوجته اسقيني فجرى على لسانه أنت طالق, فإن الطلاق لا يقع عند الشافعية والحنابلة, لعدم القصد ولا اعتبار للكلام بدون القصد. وقال الحنفية: يقع به الطلاق وإن لم يكن مختارا لحكمه لكونه مختارا في التكلم, ولأن الغفلة عن معنى اللفظ أمر خفي وفي الوقوف على قصده حرج. وقال المالكية: المراد من القصد قصد النطق باللفظ الدال عليه في الصريح والكناية الظاهرة وإن لم يقصد مدلوله وهو حل العصمة، وقالوا: إن سبق لسانه بأن أراد أن يتكلم بغير الطلاق فالتوى لسانه فتكلم بالطلاق فلا شيء عليه إن ثبت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمن عليك بالشفاء العاجل مما تشكوه من وساوس، وأن يجنبك كل مكروه، وننصحك بالإعراض عن تلك الوساوس مطلقا وعدم الالتفات إليها، إضافة إلى البُعد عن الحلف بكل أنواعه، وعدم الخوض في مجال كنايات الطلاق ونحو ذلك من الأمور التي تشوش عليك وتدخل الحرج إلى نفسك.

وبخصوص سؤالك فجوابه: أنه لا يلزمك شيء بسبب ما نطقت به عن الغلط وسبق اللسان، فطب نفسا وقرَّ عينا، واقطع على نفسك كل تفكير ووسوسة في هذا الأمر، واستعذ بالله تعالى من شر كيد الشيطان الرجيم، وأكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، والتضرع إليه ليصرف عنك ما تكره، فإنه سميع مجيب الدعاء.

ولتعلم أن علاج الوسواس سواء كان في الصلاة أو الطهارة أو غير ذلك في الإعراض عنه وعدم الاسترسال فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني