الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خذ بأسباب الإنجاب المشروعة ومنها الصدقة

السؤال

هل يمكن علاج العقم بالصدقة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الإنجاب مطلب فطري، ومقصد من أعظم مقاصد الزواج، فإذا امتنع الإنجاب لمرض جاز الأخذ بأسباب العلاج المشروعة، فعن أسامة بن شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أبو داود وصححه الألباني.

ومن الأسباب المشروعة للعلاج الصدقة، فعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: داووا مرضاكم بالصدقة. رواه أبو الشيخ وحسنّه الألباني ، والحديث إن كان كثير من أهل العلم ضعّفوه إلّا أنّ أدلة الشرع تشهد بمشروعية هذا الأمر، وانظري الفتوى رقم : 95127.

كما ننبّه إلى أنّ من أهم أسباب العلاج الدعاء والاستغفار مع التوكلّ على الله وإحسان الظنّ به، ثمّ الرضا بما يختاره الله، فإنّ كلّ ما يصيب العبد إنما هو بقدر من أقدار الله التي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا ، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.

قال ابن القيم : والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا. الفوائد.

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 15268 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني