الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسوسة في النية

السؤال

أنا رجل وعمري 15 سنة، في السابق كنت لا أصلي ولا أصوم، وعندما جاء رمضان الحمدلله كنت أصلي كل فرض وأصوم، ثم أصبحت ملتزما بعد رمضان، وهذا عندما كان عمري 14 سنة، كنت أتعرض للوسوسة شيئا فشيئاَ، أولاَ لم أكن أعلم ماهو الرياء، عندما تعلمت ماهو الرياء ابتدأت أوسوس في النية، فكنت عند ما أريد أن أصلي أقف 5 دقائق- عشر دقائق وأنا أحاول أن أجد النية، أن تكون الصلاة لله، فإذا أي أحد دخل مثلا على المكان الذي كنت فيه تشتت أفكاري وأعيد مرة أخرى، ثم شيئاَ فشيئا أصبحت الوسوسة أكثر من قبل، فكنت أحاول أن أتوضأ فأرتبك لاستباحة الصلاة أم للصلاة أرتبك وأستغرق 20 دقيقة - 30 و الصلاة أستغرق وأنا أحاول أن أصلي من أول ما يؤذن الظهر إلى أن يؤذن العصر وأنا أحاول أن أصلي، والله إني كنت أبكي وأتألم حتى إني تركت الصلاة لثلاثة أسابيع ثم رجعت أحاول أن أصلي ولكنني لم أقدر، وياشيخ إنني أعيش بضيق وخوف حتى إنني أجلس أطالع من أين تطلع الشمس، وأنا يا شيخ قرأت أن الوسواس القهري قد ينشأ بسبب صدمة حدثت لي عندما كنت صغيرا أو شي كهذا، فعندما كنت صغيرا كنت أتعرض كثيرا للضرب، واعتدى علي أحد أقاربي جنسياَ عندما كنت صغيرا. ماهي النية يا شيخ؟ وكيف أعرف أني نويت؟ وأنا إذا صليت فقط أفكر أني أخطأت فأفكر أني سأقطع الصلاة ثم أقول بطلت الصلاة وأقف. هل هذا صحيح للوضوء وللصلاة وللغسل من الجنابة، وللدخول إلى الإسلام؟ مع العلم أني بعد ما تركت الصلاة اغتسلت للدخول إلى الإسلام ولرفع الجنابة، واستغرقت ساعة أغلب هذه الساعة مافعلته أني أحاول أن أنوي، وأنا أمس تركت صلاة العشاء والفجر . هل تكفي التوبة أو يجب أن أغتسل وأقول الشهادتين ؟ أرجو أنكم تفهموني فأنا أثق فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أن النية شأنها يسير والحمد لله، إذ هي مجرد قصد الفعل، فإذا قمت إلى الصلاة وعلمت أنك ستصلي الظهر مثلا، فقد حصلت النية، ولا يحتاج استحضارها إلى العناء الذي أنت فيه، فمعرفتك بالصلاة التي تريد أن تصليها هي النية .

قال شيخ الإسلام في الاختيارات الفقهية: النية تتبع العلم فمن علم ما يريد فعله قصده ضرورة. اهـ. ولو غابت عنك نية الظهر مثلا، ولكنك تعلم أنك ستصلي فريضة الوقت فقد حصلت النية أيضا في قول كثير من الفقهاء كما بيناه في الفتوى رقم: 124860 . والذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو عدم الالتفات إلى الوسوسة، فإذا قمت إلى الصلاة فكبر ولا تلتفت إلى الوسوسة بعد ذلك وامض في صلاتك إلى أن تتمها , وإذا أردت الوضوء للصلاة فابدأ بغسل يديك فورا ولا تلتفت إلى الوسوسة بعد ذلك , وهكذا كل عبادة تريد فعلها فاشرع فيها ولا تفكر في شيء سواها , ويجب عليك قضاء الصلوات التي تركتها مع التوبة إلى الله تعالى , ولا يجب عليك الغسل ولا النطق بالشهادتين , وانظر الفتوى رقم: 3086 عن الوسواس القهري : ماهيته – علاجه , والفتويين: 67031 ،123898.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني