الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يعط أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة

السؤال

يعجز الكلام عن تفسير المشاعر، أما الكلمات فلا تكفي للتعبير: أخي-هداه الله- تصرفاته غير مقبولة وهذا ما سبب لأمي اضطرابا نفسيا، وصارت تلقي باللوم على نفسها أنها هي من تسببت فيما هو عليه الآن، وأخبرتها أن هذا ابتلاء من الله تعالى لمدى صبرنا وكيفية تعاملنا مع هذا الإشكال، لكنها تقول لي إنه ليس كذلك بل هو عقاب من الله تعالى عما أهملته في الماضي، لكني أخبرتها وما زلت أخبرها أنه لا علاقة لماضيها بالحاضر الذي تعيشه لأنها كانت تجهل كثيرا من الأمور بما فيها الأمور الدينية، لكن مازالت تلوم نفسها.أما عن تصرفات أخي فهو انعزل عن الدراسة وهو يسهر طول الليل خارج البيت إذ يدخل الساعة01 ليلا ثم يشاهد التلفاز حتى الفجر دون أن يصليه، ثم إنه غير متمسك بالله كما يجب، مع أن الطابع الديني غالب على بيتنا وأهله، كما أنه لا يحب الجلوس معنا ويتهرب من ذلك، ثم إن الشك يراودنا في أنه يدخن، إضافة إلى أنه لا يسمع منا النصح كيفما كان، مع العلم أنه أصابه سحر منذ 7 سنوات وعولج منه وبيتنا كذلك، فنحن نجد على الجدران أوساخا غريبة هي على شكل قطرات بنية اللون، وكلما أزلناها وجدناها في مكان آخر، وأنا فسرت حالته على أنها جاءت بتأثير السحر كعدم سماعه لأمي ونفوره منا ومن البيت، أما بعض الأعراض النفسية التي يمر بها فبسبب ما حل به، وحتى تصرفاته السيئة كالتدخين أعتقد أنه كسبها أثناء مرضه. لا أدري التفسير الصحيح لما يمر به فهذه مجرد وجهة نظر؟ فما رأيكم؟ ثم إني تركت عندكم وصية وهي أن تدعو له بالهداية والثبات في الدراسة، والبعد عن أصحاب السوء والتدخين، وأن يرفع عنه وعنا هذا السحر. هذه أمانة في يد قارئها فلا تنسونا خصوصا في رمضان بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الله الهداية والإيمان والعافية لنا ولكم ولشباب الأمة، ونوصيكم بطلب ذلك ففي الحديث: سلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يعط أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة. رواه أحمد وصححه الألباني.

وأما ما يحصل لأخيكم فليس عندنا تفسير له إلا أنا ننصحكم بمواصلة نصحه، ويشرع القيام برقيته بالرقية الشرعية، واحرصوا على إبعاده عن رفاق السوء، وأن يصطحب الرفقة الصالحة التي تدل على الخير وتعين عليه، وقد سبق أن ذكرنا الرقية الشرعية وعلاج مظاهر انحراف الشباب في فتاوى سابقة فراجعي منها الفتاوى التالية أرقامها: 102922، 105390، 80694.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني