الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مؤاخذة على الخطأ والجهل

السؤال

أرجو التكرم بافتائي في المسألة التالية وبالسرعة الممكنة لأن الموضوع حساس للغاية بارك الله فيكم:
كنت أستمع إلى درس بعنوان: الرخص في العبادت. في إذاعة القرآن الكريم، وقد ذكر الشيخ الحديث: إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم. ولم أتنبه لحظتها إلى أنه قال :قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكنت أظنه كلام الشيخ نفسه فقلت لنفسي :لا يا شيخ كيف؟ مستغربا من الكلام إذ كيف بمن نعس ورقد أن يعود ثانية إلى الصلاة وأنا هنا أقيس على نفسي ، وبعدها تنبهت إلى أن ذلك القول كان حديثا للرسول فلمت نفسي كثيرا، وأنا الآن خائف جدا وعندي وساوس أن أحسب عند الله عز وجل من المستهزئين المرتدين مصداقا لقوله تعالى : قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .
أرجو إفادتي ماذا علي أن أفعل؟ وهل التوبة والندم والاستغفار تكفي ؟وإذا كنت الآن في عداد المرتدين فماذا أفعل؟ وماذا عن عباداتي السابقة من زكاة وصلاة وصيام وحج ، الخ ...؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الحديث المذكور متفق على صحته ولفظه: إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه. والحكمة منه ظاهرة جدا كما أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا الحديث من أدلة يسر الشريعة ورفعها الحرج عن المكلفين.

وأما أنت فزادك الله حرصا على الخير، واعلم هداك الله أن ما وقع في نفسك ممّا لا حرج عليك فيه، فإنك لم تقصد الاعتراض على كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لعدم شعورك بأنه من كلامه صلى الله عليه وسلم، فالإثم مرفوع عنك إن شاء الله فضلا عمّا هو أكبر من ذلك من الردة والعياذ بالله، فالأمر أهون بكثير ممّا تصورته، والله قد رفع عن عباده الحرج فلم يؤاخذهم بحديث النفس حتى يعملوا أو يتكلموا كما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم، ولم يؤاخذهم بالخطأ وما فعلوه عن جهل، كما قال تعالى: رَبَّنَا لَتُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا. {البقرة: 286}، وقال الله في جوابها: قد فعلت. أخرجه مسلم.

وليس ما وقع في نفسك من الاعتراض على ما ظننته كلاما لهذا الشيخ من الاستهزاء بوجه، والذي ننصحك به أيها الأخ الفاضل أن تجتهد في التفقه في الدين، وأن تترك الوسوسة في أمر الإيمان فإن هذا قد يفتح عليك بابا من الشر، والأصل بقاء إسلام العبد حتى يقوم دليل يقيني ينقل عن هذا الأصل، وفقنا الله وإياك لما فيه مرضاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني