الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم النظر إلى الشهب

السؤال

سمعت أحد طلاب العلم ينهى عن النظر في الشهب، ويأمر بالاستعاذة بالله منها. فهل لهذا أصل في الدين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان السؤال عن النجوم في غير حال انقضاضها فلم نقف على دليل من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيه نهي عن النظر فيها حينئذ . وقد أخبرنا الله عز وجل في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن هذه النجوم والشهب وبعض وظائفها فقال تعالى: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ. {الملك: 5}. وقال تعالى في شأنها: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. {الأنعام: 97}. إلى غير ذلك مما ورد فيها.

كما أمرنا سبحانه بالنظر والتأمل في السماء فقال تعالى: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ. {ق: 6}. وقال تعالى: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ. {الأعراف: 185}.

وظاهر هذه الآيات يتنافى مع النهي عن النظر في الشهب.

هذا إذا كان قصد السائل مجرد النظر، أما إذا كان القصد هو النظر بقصد التنجيم فلا شك أن ذلك أمر محرم تحريما شديدا.

وأما النظر إليها حال انقضاضها فقد النهي عنه فيما رواه الإمام أحمد في المسند عَنْ مُحَمَّدٍ ابن سيرين قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي قَتَادَةَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، فَرَأَى كَوْكَبًا انْقَضَّ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: " إِنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نُتْبِعَهُ أَبْصَارَنَا "

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وعزاه ابن حجر في إتحاف المهرة لمستدرك الحاكم. وقال: صحيح على شرط الشيخين.

وللمزيد يمكن مراجعة الفتوى: 54594 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني