الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تناول دواء خلط بالكحول المسكرة

السؤال

سؤالي هو: أنا طبيب أسنان جراح، ومركب الكحول مركب أساسي في عديد من الأدوية المستعملة في طب الأسنان والجراحة مثل التعقيم والتطهير حتى إنه يوجد بكميات قليلة في معظم الغسول للفم المتوفرة بالصيدليات التي نصفها للمرضى لتساعدهم على التخلص من الالتهابات، أو حتى للاستعمال اليومي للحفاظ على نظافة وطهارة الأسنان. ونسبة الكحول في هذه الأدوية قليلة ومخففة جدا مثل 0.092% كمثال لمحلول واسع الانتشار والاستخدام، ويستخدم مضمضة بعد التنظيف بالفرشاة. فهل يجوز شرعا استخدامها كانت مخففة أو غير مخففة نسبة الكحول في العلاج؟ وهل هناك مراقبة لمثل هذه الأدوية والعقاقير؟ علما أن معظم المرضى وحتى كثير من الدكاترة لا يعلمون بتراكيب هذه الأدوية والغسول. الرجاء الرد بالتفصيل حتى نحفظ على المسلمين دينهم ودنياهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المعلوم أن الكحول المسكرة خمر, والخمر نجسة في قول جمهور أهل العلم لقول الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. { المائدة : 90 }.

ولا يجوز خلط الدواء بالنجاسة, ولكن إذا كانت نسبة الكحول في الدواء قليلة ولا أثر لها في طعم الدواء ولا لونه ولا ريحه فقد أفتى أهل العلم بجواز استخدام ذلك الدواء.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز خلط الأدوية بالكحول المسكرة، لكن لو خلطت بالكحول المسكرة جاز استعمالها إذا كانت نسبة الكحول قليلة لم يظهر أثرها في لون الدواء ولا طعمه ولا ريحه، وإلا حرم استعمال ما خلط بها. اهـ .

ومثله ما جاء في فتوى مجمع الفقه الإسلامي وقد نقلناه في الفتوى رقم: 118067 .

وأما هل هناك مراقبة لمثل هذه الأدوية، فإن كنت تعني رقابة شرعية فلا علم لنا بوجود مراقبة شرعية على الأدوية، ولا يخفى أن كثيرا من بلاد المسلمين تدخلها المحرمات المتفق على تحريمها وتباع جهارا من غير نكير ولا مراقبة! فمن باب أولى أن يدخل الدواء من غير مراقبة, ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين , وانظر للفائدة الفتوى رقم: 45510 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني