الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إظهار الولد لكل من والديه المختلفين أنه صاحب الحق التماساً لرضاهما

السؤال

في حالة مشكلة بين الأبوين وتفاقم الأمور. هل يجوز التعامل مع كل منهما على حدة لإرضائهما، يعني أقول لأبي: أمي المذنبة، وأقول لأمي: أبي المذنب، لأني إذا قلت الحقيقة سوف يخاصماني الاثنان؟ جزاكم الله كل خير وأدخلكم وإيانا الفردوس الأعلى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيختلف الحكم في هذا باختلاف الحال. فإن كان أحد الوالدين ظالماً لصاحبه مضيعاً لحقوقه فهنا يجب عليك نصحه بالرفق واللين، ما لم تخش أن يترتب على هذا النصح منكر أكبر منه كأن يؤدي إلى فجوة بينك وبينه.

أما إن كان الخلاف بينهما من جنس الخلاف العادي الذي عمت به البلوى في أوساط الأسر والبيوت والذي -غالباً- ما يكون من باب اختلاف وجهات النظر والآراء ولا يكون فيه ظالم ظلماً ظاهر أو مظلوم ظلماً ظاهراً، فلا حرج عليك في أن تظهر لكل منهما أنه صاحب الحق التماساً لرضاهما عليك، بشرط ألا يحملك هذا المسلك على ترك النصيحة لهما، بل عليك أن تنصح لأمك بأن تطيع أباك وتنزل على رأيه، وتنصح لأبيك بأن يحسن صحبة أمك ولا يتعنت معها، ولا حرج عليك في نقل الكلام الذي من شأنه أن يهدئ النفوس ويزيل الأحقاد، ولو كان كذباً فإن الكذب معفو عنه في هذا الموطن، وقد بينا تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 117575.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني