الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: اللهم يا من لا تنفعك طاعتي ولا تضرك معصيتي..

السؤال

لقد فوت على نفسي صلوات مدة تقرب من 13 سنة، ثم هداني الله ـ والحمد له والمنة ـ ورجعت إلى أداء الصلاة والالتزام بها وإلى جانبها، ومنذ ما يقرب من أربع سنوات أصلي كل يوم صلوات يوم من الفوات، ولأنني وبصراحة أخشى أن يصيبني فتور ـ وأسأل الله أن يجيرني من ذلك ـ عثرت على حديث نبوي لا أعرف صحته من ضعفه، فأرجو أن تفيدوني أفادكم الله، مع الإشارة علي بما يجب علي فعله، وهذا نص الحديث:
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في آخر جمعة من رمضان يصلي أربع ركعات بتشهد واحد يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة القدر 15 مرة، وسورة الكوثر 15 مرة، ويقول في النية: نويت أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة.
ـ وضد ذيل الحديث ـ بما يلي: عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله يقول: هي كفارة 400 صلاة، حتى قال علي بن أبي طالب : يا رسول الله ابن آدم يعيش 60 سنة أو100 سنة، فلمن تكون الصلاة الزائدة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: تكون لأبويه وزوجه ولأولاده وأقاربه وأهل البلد.
وإذا فرغ من الصلاة صلى على النبي صلى الله عليه وسلم 100مرة بأي صيغة كانت، ثم يدعو بهذا الدعاء ثلاث مرات، والدعاء هو:
اللهم يا من لا تنفعك طاعتي ولا تضرك معصيتي تقبل مني ما لا ينفعك واغفر لي ما لا يضرك، يا من إذا وعد وفى، وإذا توعد تجاوز وعفا، اغفر لعبد ظلم نفسه، وأسألك اللهم إني أعوذ بك من بطر الغنى وجهد الفقر، إلهي خلقتني ولم أك شيئا، ورزقتني ولم أك شيئا، وارتكبت المعاصي، فإني مقر لك بذنوبي، فإن عفوت عني فلا ينقص من ملكك شيئا، وإن عذبتني فلا يزيد في سلطانك شيئا، إلهي أنت تجد من تعذبه غيري وأنا لا أجد من يرحمني غيرك اغفر لي ما بيني وبينك وما بيني وبين خلقك، يا أرحم الراحمين ويا رجاء السائلين ويا أمان الخائفين ارحمني برحمتك الواسعة، أنت أرحم الراحمين يا رب العالمين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وتابع بيننا وبينهم بالخيرات، رب اغفر وارحم وأنت أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
أرجو ردا سريعا وجازاكم الله عنا كل الخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما الحديث المذكور فلا شك في أنه كذب مختلق موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تحل روايته إلا مع بيان أنه كذب، ولا يجوز نشره بين المسلمين، بل تعمد نشر مثل هذا يعرض صاحبه للوعيد الشديد المبين، في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه.

وأما ما يجب عليك، فاعلم أن العلماء اختلفوا في من ترك الصلاة عمدا هل يلزمه القضاء أو لا؟ والمفتى به عندنا هو لزوم القضاء وهو قول الجمهور خلافا لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ومن وافقه، وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.

وعليه؛ فالواجب عليك أن تبادر بقضاء ما تركته من صلوات، مع التوبة النصوح والاجتهاد في الاستغفار، ولا تقتصر على قضاء يوم مع كل يوم، بل القضاء يلزمك حسب الطاقة بما لا يضر ببدنك أو معاشك، لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}.

وقد بينا كيفية قضاء الفوائت وذكرنا كلام أهل العلم في ذلك، فراجعه للأهمية في الفتوى رقم: 61320، ولا ينبغي أن يصيبك الملل ولا الفتور، فإن شعورك بعظم الذنب ورغبتك في أن يتجاوز الله عنك تهون عليك أمر القضاء وتبعد عنك السآمة والملل، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني