الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتحرى الصلاة خلف من يطيل القيام في رمضان

السؤال

أحب أن أسأل عن صلاة القيام في رمضان:
يوجد مسجد يصلي التراويح بجزء كامل أو أكثر، وهذا يستغرق وقتا ومجهودا أكثر، وآخر يصليها في وقت أقل وبكم قليل من القرآن، فأيهما أفضل؟ وهل يوجد فرق في الثواب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في أن قيام رمضان من أفضل الأعمال، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه.

وكلما زاد وقت الصلاة وكان ما يقطعه العبد من ليله فيها أكثر كان الثواب أتم وأعظم، فإن الصلاة خير موضوع فمن استكثر منها فلا شك في كونه أكثر ثوابا من غيره، وفي هذا أيضا موافقة للسنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في رمضان وغيره إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. كما أخبرت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها.

وكان السلف كذلك يتحرون طول القيام في رمضان، واستحب بعض أهل العلم أن لا ينقص عن ختمة في رمضان ليسمع الناس جميع القرآن في الشهر، وعلى كل، فليس هناك شيء موقت لما يقرأ به في رمضان فمن استطاع الزيادة والإكثار فحسن، ومن كان ذلك يشق عليه فأتى بما يستطيعه من ذلك فهوعلى خير ـ إن شاء الله ـ ولن يعدم الأجر، قال ابن قدامة ـ رحمه الله: قال أحمد ـ رحمه الله ـ يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس ولا يشق عليهم ولا سيما في الليالي القصار، والأمر على ما يحتمله الناس، وقال القاضي: لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة كراهية المشقة على من خلفه والتقدير بحال الناس أولى، فإنه لو اتفق جماعة يرضون بالتطويل ويختارونه كان أفضل، كما روى أبو ذر قال: قمنا مع النبي صلى الله عليه و سلم حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح: يعني السحور، وقد كان السلف يطيلون الصلاة حتى قال بعضهم: كانوا إذا انصرفوا يستعجلون خدمهم بالطعام مخافة طلوع الفجر وكان القارئ يقرأ بالمئين. انتهى.

وننبه ههنا إلى أن من نعمة الله على عباده أن وعد من قام مع الإمام حتى ينصرف بأن يكتب له ثواب قيام ليلة كاملة، كما في الحديث: من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة كاملة. رواه أبو داود وغيره.

فعلى المسلمين أن يحرصوا على هذه السنة وأن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينصرف من صلاته وهو موعود ـ إن شاء الله ـ بالأجر الجزيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني