الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصاب بانفلات الريح هل يشرع له جمع الصلوات

السؤال

سؤالي يختص بجمع الصلوات: فأنا لدي عذر في انفلات الريح وقد قرأت على الموقع أن من لديه عذرا مستمرا يتوضأ لكل صلاة، وله أن يجمع للمشقة، وبعد ذلك قرأت أنه ليس له الجمع عند الجمهور، وأنا صراحة قرأت الفتوى ومرت عليّ ولكنني لم أتحر البحث الكثير كما أفعل أحيانا مع المسائل المختلف فيها وأخذت بهذه الرخصة في بعض الحالات، خاصة وأنني أقضي وقتا طويلا جدا في الوضوء مما يسبب ضغطا نفسيا شديدا علي خاصة في أوقات التعب، ولكنني لا أستخدم هذه الرخصة إلا في حالات أعلم أنني إذا خرجت ومرعلي الوقت سأجد صعوبة شديدة في الوضوء، خاصة وأنني أتوضأ لكل صلاة، وليست الصعوبة في تواجد مكان للصلاة، فهل صلواتي هذه كانت غير صحيحة؟ وهل علي إعادتها؟ أم تجزئني؟ لأنني صليتها بناء على فتوى؟ علما بأنني لا يمكنني حصرها بدقة، واتبعت هذه الفتوى تقريبا من شهر يوليو 2009 .
ملحوظة: عدم التحري في آراء العلماء كان بسبب أنني شعرت أني قرأتها كثيرا وأنها مرت عليّ أكثر من مرة ولا أذكر أنني قرأت أنه ليس بقول الجمهور ولم أحاول التحري مجددا لأنني دائما ما يوسوس لي الشيطان أنني لم أقرأ ولم أتأكد فقررت وقتها أن أجاهده وأخالفه وأتوكل على الله، ولأنني شعرت أنه ربما الأخذ برخصة الجمع أولى من تضييع الصلاة.
أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجواز الجمع بين الصلاتين للمعذور بالسلس ونحوه كالمعذور بانفلات الريح هو مذهب الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وقد رجحنا هذا القول وأفتينا به في فتاوى كثيرة، وانظري منها الفتوى رقم: 49872.

فإذا كنت تقصدين الجمع بين الصلاتين مشتركتي الوقت وقد أخذت بهذا القول وعملت بهذه الفتوى التي هي مذهب إمام من الأئمة المتبوعين وأفتاك بها من تثقين بفتواه من أهل العلم، فليس عليك جناح في ذلك، ولا يلزمك إعادة شيء من الصلوات التي صليتها على هذا الوجه، وإن كان الأحوط ـ بلا شك ـ هو العمل بقول الجمهور وترك الجمع في هذه الحال خروجا من الخلاف، فعليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل، ونحب أن ننصحك بالإعراض عن الوساوس وطرحها جملة، فلماذا تستغرقين في الوضوء وقتا طويلا؟ وما سر هذه المعاناة التي تصفينها؟ إننا لا نجد لهذا ما يسوغه، بل الأمر أيسر من ذلك بكثير، فإذا كنت مصابة بانفلات الريح على ما ذكرت، فما عليك إلا أن تتوضئي بعد دخول الوقت وضوءا طبيعيا ولا يضرك ما خرج منك في أثناء الوضوء ولا بعده، حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى، وهذا من تيسير الله على عباده ورفعه الحرج عنهم، فلا يليق بنا أن نشق على أنفسنا ونشدد عليها وقد جعل الله في الأمر سعة ويسرا، هذا وقد بينا الضابط الذي يتميز به المصاب بالسلس ونحوه في الفتوى رقم: 119395. فانظريها للفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني