الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سؤال الله الرزق بغير كد ولا تعب

السؤال

إنني لا أعمل حاليا، ولم أجد الوظيفة المناسبة لي، وأنا من أسرة مرتاحة ماديا أي أنه من الممكن أن أكون غنيا عن هذه الوظيفة، وسؤالي هنا ـ مع أنني أحب نعمة المال والثراء: هل يجوز لي الدعاء بأن يرزقني الله الثراء في المال من غير كد؟ أم في ذلك حرج بطلب الحاجة من الله تعالى من غير وجه حق؟.
أفيدوني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا أن الإسلام يحث على العمل والإنتاج والتكسب المباح، وأن المسلم مطلوب منه أن يأخذ بالأسباب للحصول على ما يريد، وأن ذلك لا يتنافى مع التوكل على الله تعالى، فانظري الفتويين رقم: 123922، ورقم: 53203 ، وما أحيل عليه فيهما.

كما سبق أن بينا أنه لا حرج على المسلم أن يسعى بكل وسيلة مشروعة إلى الغنى وإلى الحياة الكريمة، ففي الحديث: نعم المال الصالح للمرء الصالح. رواه أحمد.

والمال الصالح للمرء الصالح: هو الذي يؤخذ من حله ويوضع في محله.

ومن الوسائل المشروعة الدعاء، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم.

ودعا صلى الله عليه وسلم لأنس، وكان في آخر دعائه: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه. رواه مسلم.

ولتعلم السائلة الكريمة أن الغنى المادي ليس هو الغنى الحقيقي، كما جاء في الحديث الصحيح: ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس. رواه البخاري.

فكم من شخص غني في المال وفير الثروة، ولكنه مع ذلك فقيرالنفس عديم الأخلاق الحميدة والخصال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها.

وعلى أية حال، فلا حرج على المسلم في أن يسأل الله تعالى أن يرزقه المال الحلال من غير كد ولا تعب.

وللمزيد من الفائدة انظري الفتويين رقم: 67992، ورقم: 99090.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني