الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرح الوساوس وعدم الالتفات إليها سبيل النجاة

السؤال

لو سمحت يا شيخ سؤالي هو أنني فتاة أعاني من الوسواس في أمور كثيرة، وقد بدأت والحمد لله بالعلاج ولكن ما يؤرقني الآن كثيرا هو أنني عندما أريد أن أنتهي من الوضوء أو أثناء الصلاة والعبادات التي تستلزم الطهارة فإنه تأتيني أفكار مخلة بالآداب (عفوا ) فأحس بأن شيئا يخرج مني، وأحس أن هذا الإحساس من الشيطان وأنه وهمي وأحيانا لا أشعر فأعيد الوضوء، وإذا كنت في الصلاة فأعيد الوضوء والصلاة وليس ذلك فحسب بل أقوم بتنظيف محل الخارج وأعيد الوضوء والصلاة مرة أخرى وأخرى، وإن هذا الأمر يكثر علي وأصبحت كثيرة الوضوء والصلاة لكن بلا فائدة، فكلما توضأت وصليت تأتيني الأفكار وأعود لما أنا عليه ولقد أصبح قلبي والحمد لله على كل حال.
وإني أحس أن هذا كله من الوساوس فقد صارت تكثر علي وأحس أنني غير طاهرة وأقول في نفسي لماذا أصلي وأنا غير طاهرة؟ وأعيد نفس الحال وأنا في الأصل تنزل مني الطهارة المعروفة لدى النساء فأصبحت أظن أن كل شيء ينزل مني بسبب تلك الفكرة، وبصراحة حتى لو أحسست بنزول فإني أظن هذا الإحساس من الشيطان وأصبحت لا أستطيع أن أفرق بين ما هو حقيقي وما هو وهمي، لأني قرأت أنه لابد من أن يكون رحم المرأة رطبا الله يكرمكم وهذه الرطوبة شيء طبيعي ولكني لم أعد أعرف هل هي رطوبة فرج أم هي مذي- الله يكرمكم- بسبب تلك الأفكار وهي كثيرة علي وأنا في حالة مرضية.
وبالنسبة للسائل الذي ينزل مني قد يكون لونه شفافا أو أبيض ولكني أصبحت في هم الله أعلم به، ولا أفرق. فماذا أفعل يا شيخ- الله يرضى عنكم -هل أصلي وأنا على وضعيتي حتى ولو رأيت سائلا بعد الصلاة وبعد أن أتتني الأفكار(رغم أني أحاول طردها) حتى تتحسن حالتي إن شاء الله ولا أفتش وإن رأيت هل أتجاهله أم بعد كل صلاة أقوم بالتأكد وإذا رأيت سائلا أعيد الوضوء والصلاة؟ لكن يا شيخ فإني كلما فعلت هذا فإن الوساوس والأفكار تزداد بشدة فإني أظن أني إذا تركت هذا التتبع للسائل والتأكد من نزول شيء أو لا فإن حالتي ستتحسن بإذن الله تعالى.
ارفقوا بحالي وأجيبوني بما يذهب عني همي وييسر علي أمري وعبادتي التي أصبحت لا أشعر بها وأعطوني أمرا يذهب عني ما بي إن شاء الله ويناسب حالتي المرضية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نبهنا مرارا على أن علاج الوساوس الذي لا علاج لها غيره هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فإن الاسترسال مع الوساوس من أعظم الشرور وأكبر الآفات التي تصيب العبد فتفسد عليه دينه ودنياه نسأل الله العافية، وانظري الفتوى رقم: 51601.

ومن ثم فنحن ننصحك أن تلقي بهذه الوساوس وراء ظهرك ولا تعيريها أدنى اهتمام، وكلما ألقى الشيطان في نفسك أنه قد خرج منك شيء من المذي فأعرضي عن وسوسته واعلمي أنه ليس لك بناصح ولا هو عليك بحريص.

فعليك أن تتطهري إذا أردت الصلاة ثم تصلي بوضوئك ذاك غير ملتفتة إلى وهم ولا وسوسة، وإذا كنت مبتلاة بكثرة رطوبات الفرج بحيث لا تعلمين أنها تنقطع وقتا يمكنك فيه الطهارة والصلاة فحكمك حكم صاحب السلس والمستحاضة فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل، ورطوبات الفرج طاهرة على ما نرجحه فلا يلزمك تطهير المحل منها.

وإذا شككت فيما خرج منك هل هو مذي أو رطوبة فرج فلا يلزمك شيء لأن الأصل أنه لم يخرج منك مذي0 وانظري لبيان أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها الفتوى رقم: 110928. وانظري لبيان الضابط الذي تعرف به الإصابة بالسلس وما في معناه الفتوى رقم 119395.

واعلمي أن دين الله يسر لا حرج فيه، وأن الله عز وجل قد رفع الحرج عن عباده ولم يكلفهم من أمرهم عسرا، فاطرحي عنك هذه الوساوس ولا تلتفتي إليها حتى يمن الله عليك بالعافية.

نسأل الله لك الشفاء ولجميع المبتلين بهذا الداء العضال.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني