الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاملة المسلمة لغير المسلمة إذا اجتمعا في سكن واحد

السؤال

أنا فتاة أدرس في دولة أوروبية، وقد تم تحديد سكني مع فتاة غير مسلمة، فأردت أن أستفسر، هل سكني مع غير المسلمة جائز أم لا؟ وما هي عورة المرأة المسلمة أمام غير المسلمة؟ وهل هنالك فرق من حيث إن هذه الفتاة من أهل الكتاب أم لا؟.
فأفيدوني بسرعة جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الإجابة على سؤالك نؤكد على حرمة سفر المرأة للتعلم وغيره بدون محرم، كما أن إقامتها في بلد من بلاد الكفر تترتب عليه مفاسد عظيمة نظراً لانتشار الفساد والاختلاط وغير ذلك من المحرمات والمنكرات، ولا يخفى ما في ذلك من مخاطر على دين الفتاة المسلمة وخلقها. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 121004.

وبخصوص ما سألت عنه فإننا لم نقف على دليل يمنع مساكنة المسلمة للكافرة إذا لم يترتب عليها ضرر من ذلك. وبالتالي، فلا حرج عليك في مساكنة امرأة كافرة ـ كتابية أوغيرها ـ إذا لم يترتب على ذلك ضرر بدينك وأخلاقك، وينبغي لك أن تعاملي تلك الكافرة بلطف وحسن معاشرة لتتوصلي بذلك إلى استمالتها إلى الدخول في الإسلام فيكتب لك ثواب ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي ـ رضي الله عنه: فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم. متفق عليه.

وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 71530.

أما عورة المسلمة مع الكافرة ـ سواء كانت كتابية أوغيرها ـ فقد اختلف أهل العلم في تحديدها فعند المالكية والحنفية يجوز للمرأة أن تظهر لها الوجه والكفين فقط، وقال الشافعية يجوز لها كشف ما يبدوعند المهنة كالرأس والوجه والذراعين والقدمين، وعند الحنابلة يجوز لها أن ترى منها ما فوق السرة وما تحت الركبة، وقد ذكرنا ترجيح مذهب الحنابلة وذلك في الفتوى رقم: 46795، وراجعي التفصيل أيضاً في الفتوى رقم: 31009.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني