الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعوة إلى العمل بالقرآن

السؤال

ما هو حكم تعليم العمل بالقرآن من قبل معلمي الدراسات الإسلامية وعلماء الدين هل هو واجب أم لا، والدليل الشرعي من المذاهب الفقهية الأربعة أو أحدها الذي يدعم ذلك بمعنى أن يكون مكتوبا ذلك ضمنا في كتب الفقه الشرعي من المذاهب الأربعة وخاصة المذهب الشافعي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السؤال غير تام الوضوح، ولعل المقصود منه السؤال عن حكم إرشاد الناس إلى العمل بالقرآن من قبل العلماء وطلاب العلم.

فإن كان هذا هو المقصود فنقول: إن القرآن يأمر بالواجبات وغيرها كالمندوبات والآداب ومحاسن العادات، وينهى عن المحرمات والمكروهات وغيرهما من المذمومات.

والدعوة إلى امتثال فعل ما في القرآن من الواجبات وامتثال ترك ما فيه من المحرمات واجب، ويتأكد ذلك في حق العلماء وطلاب العلم؛ لأن الله تعالى قد أخذ عليهم الميثاق ببيان ما في القرآن، قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ. {آل عمران: 187}.

ويتأكد وجوب تعليم أهل العلم الناسَ ما يجب عليهم أن يتعلموه إذا لم يوجد من يسد مسدهم، أو أن يكونوا متفرغين لهذا الأمر ويتقاضون عليه أجرًا من بيت المال، أو أن يتوجه الناس إليهم بطلب بيان الحق، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ. {البقرة: 159}. وقال صلى الله عليه وسلم: من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار. رواه أحمد وأبو داود.

وأما الدعوة إلى غير ما أشرنا إليه آنفًا مما يشتمل عليه القرآن، فإنه مندوب إليه ولا يجب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني