الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحصول على وظيفة عن طريق الوساطة

السؤال

أنا فتاة عمري 27عاماً، وقد تخرجت من الجامعة قبل 4 سنوات، ثم تقدمت إلى مكتب الخدمة المدنية مباشرة بعد التخرج، ولي 4 سنوات وأنا أعامل للدرجة بشكل مشروع، وحتى الآن لم أحصل على درجة وظيفية بصفة رسمية، والسبب أن الدرجات الوظيفية محدودة جداً، ولا أحد يستطيع أن يحصل عليها إلا عبر الوساطة أو الرشوة وليس الكفاءة، وبسبب خوفي من الفراغ والبطالة بحثت عن عمل في مجال تخصصي كمدرسة في القطاع الخاص، فاكتشفت أنهم يهضمون حقوق المعلم، ويتعاملون معه كآلة ويبخسون حقه في الراتب، المهم أنني حتى الآن لم أوفق في الحصول على عمل مناسب، وهذا يشعرني بالإحباط والفشل، مع العلم أنني عازبة ولدي وقت فراغ كبير، ودائما أشغله بما ينفعني، ومع ذلك أشعر بنقص كبير في حياتي لأنني لم أستغل كل طاقتي وقدراتي بعمل يشعرني بالعطاء.
عرض علي أحد أقربائي وهو يعمل في الخدمة المدنية أن يتوسط لي في مكتب الخدمة المدنية للحصول على درجة وظيفية بالوساطة، وأعني بالوساطة أي أن يكلم أحد المسئولين ليسهل لي مسألة الحصول على درجة وظيفية في مجال تخصصي، مع العلم أنني في الوقت الحالي لا أملك أي خبرة في مجالي، وبصراحة شديدة أنا محتاجة للوظيفة من الناحية المادية والمعنوية، مشكلتي أنني محتارة بين وطأة احتياجي وخوفي من غضب الله، مع العلم أنني لا أدري هل بالوساطة هل سوف آخذ حق غيري أم لا وهذا ما أخشاه، سؤالي: هل يجوز لي شرعا في حالتي هذه أن أحصل على درجة وظيفية بالوساطة، ثم أجتهد في عملي فأصبح أهلا له؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيشترط لجواز الوساطة في مثل هذه الأمور أن يكون طالب الوساطة مستحقاً لما يطلبه، وألا يأخذ حق غيره، فإذا لم تتحقق فيك الشروط المطلوبة لشغل الوظيفة فلا يجوز لك استخدام الوساطة للحصول عليها، أما إذا توافرت فيك الشروط المطلوبة لهذه الوظيفة، وكان العمل فيها منضبطا من الناحية الشرعية، فيجوز لك استخدام الوساطة إذا غلب على ظنك أنك لا تأخذين حق غيرك. ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 37476، 68898، 113199. وراجعي الضوابط الشرعية لعمل المرأة في الفتاوى ذات الأرقام التالية:522، 3859، 5181، 8972.

وننصحك باستغلال نعمة الوقت في طاعة الله، وحفظ القرآن، وتعلم ما ينفعك في آخرتك، ولا بأس بأن تستغلي جزءاً من وقتك في اكتساب الخبرات والمهارات التي تعينك في الحصول على عمل مباح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني