الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق آخر الحلول وليس أولها

السؤال

أنا تزوجت السنة الماضية، المشكلة التي وقعت أنني لا أحس بزوجتي تماما وأريد دائما الابتعاد عنها كما يجول في نفسي أن أطلقها لكني أخاف الله أني ظلمتها، إنني أعيش عقدة نفسية.
السؤال: هل أطلقها أم ماذا؟
لعلمكم أنني قمت برقية شرعية.
وجزكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دامت زوجتك تعاشرك بالمعروف ولم يظهر منها سوء، فلا ينبغي لك أن تطلّقها، فإن الطلاق إنما يصار إليه بعد استنفاذ كافة مراحل الإصلاح بين الزوجين. كما ننبهك إلى أن وجود المودة والتفاهم بين الزوجين قد يحتاج إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. صحيح مسلم.

كما أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطا لاستقرار الحياة الزوجية. قال عمر رضي الله عنه لرجل يريد أن يطلق زوجته معللا ذلك بأنه لا يحبها: ويحك ألم تبن البيوت إلا على الحب فأين الرعاية وأين التذمم . وقال أيضا لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.

واعلم أنّ الشيطان يسعى للإفساد بين الزوجين والتفريق بينهما بكلّ سبيل، وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم، فعليك أنت وزوجتك بالمحافظة على الواجبات واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، والمداومة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكّل على الله وكثرة دعائه مع إحسان الظنّ به، وللفائدة راجع الفتوى رقم:2244.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني