الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يطلق التكفير إلا على من استوفى شروطه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يوجد لدينا مدرس في المعهد التجاري إذا اختلفت معه في مسألة فقهية أو سياسية لك فيها رأي غير رأيه أو قول لبعض العلماء غير قوله الذي يستدل به أو تصور سياسي غير تصوره... فإن هذا المدرس مباشرة يتهمني بالعلمانية وغيرها من الألفاظ الجارحة القبيحة التي فيها تكفير مثل أن يناديني (يا علماني)بسبب أنني اختلفت معه في قضية فقهية أو سياسية....وكما أعلم وأنت أعلم مني أن العلمانية هي:فصل الدين عن الدولة ورفض الشريعة جملة وتفصيلا....فهل لك حفظك الله نصيحة لهذا الأخ بالكف عن هذه الألقاب التكفيرية لإخوانه المسلمين على ضوء ما بينت سابقاً في الرسالة والسلام عليكم وأرجو أن أسمع جوابكم حفظكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فتكفير الأعيان ليس بالأمر الهين، لما يترتب عليه من آثار دنيوية وأخروية، ولذا فلا يطلق إلا على من استوفى شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، كما هو مبين في الجواب رقم: 721.
ومن كفر شخصاً لم يستحق ذلك رجع ما قاله عليه، كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال، وإلا رجعت عليه".
ولا يعني ذلك أن من كفَّر من لا يستحق التكفير يصير كافراً بذلك، وإنما المعنى أنه يرجع عليه هذا الإثم العظيم والمنكر الفظيع، وهو تكفير من لا يستحق ذلك.
لكن ليعلم أن من استوفى الشروط، وانتفت الموانع في حقه، فلا مانع من تكفيره بعينه، لأن التكفير حكم الله، علينا أن نسقطه على من استحقه، ومنهم من تحققت علمانيته.
ولمعرفة من هو العلماني انظر جواب رقم: 2453.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني